أما سبب تأخر العودة المرتقبة للحياة الطبيعية فيمكن في أن المسؤولين حول العالم يتعاملون بحذر إزاء أن يؤدي إيقاف سلوكيات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، إلى افساد التقدم الذي تم تحقيقه “بشق الأنفس”.

بيد أن هناك مؤشرات على أن بعض البلدان تتطلع إلى هذا الاتجاه. وقد سمحت إسبانيا بالفعل لبعض العمال بالعودة إلى وظائفهم، وخففت المنطقة الأكثر تضررا في إيطاليا من قيود الإغلاق، كما لم تتحقق “التنبؤات السوداء” بشأن تفشي الفيروس بشراسة على نحو متساو مع نيويورك في أجزاء أخرى من الولايات المتحدة.

نيويورك                       

والاثنين، سجلت نيويورك 671 حالة وفاة جديدة، الأحد، وهي المرة الأولى في أسبوع التي ينخفض فيها العدد اليومي للوفيات إلى أقل من 700.

وتم إدخال ما يقرب من 2000 شخص إلى المستشفيات مصابين بالفيروس يوم الأحد، على الرغم من أنه بحساب حالات الوفاة والتعافي، فإن عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفى يصبح ثابتا عند أقل بقليل من 19000.

وفي السياق، قال حاكم نيويورك أندرو كومو، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي في مقر مجلس الولاية، إن “هذا الفيروس محترف للغاية فيما يقوم به، إنه قاتل”.

وأصبح مركز الوباء الآن في الولايات المتحدة، التي شهدت أكثر من 22 ألف وفاة، وهو أكبر عدد في العالم. ونحو نصف الحالات في منطقة نيويورك، لكن النقل إلى المستشفيات أبطأ في الولاية وتشير المؤشرات إلى أن الإغلاق والتباعد الاجتماعي ناجحان.

وصرح خبير الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، د. أنتوني فاوتشي، بأن أجزاء من البلاد يمكن بالتدريج أن يعاد فتحها في بداية الشهر المقبل.

إسبانيا

وعاد العاملون في بعض القطاعات غير الضرورية إلى وظائفهم، الاثنين، في إسبانيا، وهي واحدة من أكثر البلدان تضررا من جائحة فيروس كورونا.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن حكومته يجب أن توازن استجابتها لأزمة الفيروس التي “تهدد بتدمير الأرواح وفي الوقت نفسه تدمر النسيج الاقتصادي والاجتماعي لبلدنا”.

وسعيًا لاستئناف التصنيع، تسمح الحكومة الإسبانية للعمال بالعودة إلى بعض وظائف المصانع والبناء. ولا تزال متاجر وخدمات البيع بالتجزئة مغلقة، ويتم تشجيع العاملين في المكاتب بقوة على مواصلة العمل من المنزل. وسيستمر الحجر المنزلي لمدة أسبوعين في الأقل بموجب حالة الطوارئ المعلنة.

لكن وزير الصحة سلفادور إيلا قال اليوم إن الحكومة تتحرك بحذر بشأن السماح بإنهاء العزل الذاتي وسط تفشي فيروس كورونا.

وأضاف أن المسؤولين سيستمرون “بكثير من الحذر والعناية… ودائما بناء على الدليل الطبي” في تخفيف القيود.

وتابع في مؤتمر صحفي في مدريد “نحن لسنا في وضع يخولنا بتحديد موعدا” لإنهاء العزل. وأضاف “لا يمكننا أن نستبق أنفسنا”.

لكن بعض خبراء الصحة والسياسيين يجادلون بأنه من السابق لأوانه تخفيف الإغلاق في دولة عانت من 17500 حالة وفاة وأعلنت عن 169 ألف إصابة، محتلة المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة التي سجلت 557 ألف إصابة. لكن إسبانيا أعلنت الاثنين أدنى زيادة يومية في العدوى خلال ثلاثة أسابيع.

إيطاليا

وكانت الزيادة اليومية لإيطاليا في حالات كوفيد -19 الجديدة واحدة من أدنى المعدلات منذ أسابيع، مما عزز اتجاه التراجع بشكل عام. بذلك وصلت الحالات المعروفة في إيطاليا إلى ما يقرب من 160 ألف. في حين، ارتفع عدد الوفيات اليومية إلى 566 شخصا مقارنة بنحو 431 حالة وفاة سجلت يوم الأحد.

وفي فينيتو، وهي واحدة من أكثر المناطق إصابة بالبلاد، يخفف المسؤولون بعض القيود على الحركة بينما يدخلون مرحلة وصفها الحاكم لوكا زايا بـ”الإغلاق المخفف”.

ألمانيا

وفي ألمانيا ستعقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي حثت على اتباع نهج حذر في أي تخفيف للقيود، مؤتمرا بالفيديو مع الحكام الإقليميين، الأربعاء، بعد أن دعا حاكم الولاية التي تعاني من معظم الإصابات إلى “خارطة طريق” للعودة إلى وضعها الطبيعي.

وقال أرمين لاشيه، حاكم شمال الراين-ويستفاليا، إن “الاستعداد لفرض القيود يحتاج أيضًا إلى الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها”. وقد وضعت حكومته خطة للتخفيف التدريجي للقيود المفروضة في 22 مارس، حيث قصرت التجمعات العامة على شخصين فقط.

بريطانيا

وفي بريطانيا، تجاوزت حصيلة الوفيات 10600 شخصا. وقدم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أول زعيم بارز يصاب بالفيروس في العالم، امتنانا عاطفيا لهيئة الصحة الوطنية في البلاد بعد مغادرة المستشفى الأحد.

كوريا الجنوبية

وفي سيول، قال رئيس الوزراء تشونغ ساي-كيون إن المسؤولين يناقشون إرشادات عامة جديدة ستسمح “بمستويات محددة من النشاط الاقتصادي والاجتماعي” بينما تحافظ على المسافة لإبطاء تفشي الفيروس.

وتباطأ عدد حالات كوريا الجنوبية من بداية مارس، عندما كانت تبلغ عن حوالي خمسمائة حالة جديدة يوميا، لكن المسؤولين حذروا من “تفش هادئ” أوسع في مواقع مثل الحانات وهي مازالت مفتوحة. وتعهد الرئيس مون جاي- إن اليوم الاثنين بالتركيز على إنقاذ الوظائف وحماية الاقتصاد وسط زيادة حادة في عدد الأشخاص الساعين للحصول على إعانات البطالة.

وسجل أكثر من 1.8 مليون حالة إصابة وأكثر من 114 ألف وفاة بسبب كورونا حول العالم، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.

skynewsarabia.com