وراجت خلال اليومين الماضيين تحليلات مؤداها أن نيكاراغوا الواقعة في منطقة أميركا الوسطى، يمكن أن تشكل هدفاً لتموضع القوات الروسية فيها، من أجل الضغط على إحدى خواصر الولايات المتحدة في مواجهة الضغوط التي تواجهها الخواصر الروسية على الجبهة الأوكرانية.

ولكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، وصفت إجراء نيكاراغوا بأنه “روتيني”، قائلة إن الأمر لا يتعدى نطاق الحضور العسكري لبلادها هناك “مرتين سنوياً”، بحسب ما نقلته عنها وكالة “سبوتنيك” الروسية.

مشاكل مشتركة

وعلى الرغم من هذا التوضيح، كتب إدوارد تشيسنوكوف في صحيفة “كومسومولسكايا برافدا”، السبت، عن احتمال قيام روسيا بنشر صواريخها الاستراتيجية على مقربة من أميركا، قائلاً إن “المزيد من التقارب بين موسكو وماناغوا لا مفر منه في الواقع السياسي الجديد”.

ولفت تشيسنوكوف إلى ما أثمرت عنه الزيارة التي قام بها إلى عاصمة جمهورية نيكاراغوا وفد من نواب مجلس الدوما، بقيادة رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين، في 24 فبراير الماضي، في مجال “التعاون المهم”.

وقال: “بلدانا مختلفان للغاية، لكن المشاكل التي يعانيان منها مشتركة”، لا سيما من حيث “ضغوط الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على كل من لا ينصاع لتعليمات البيت الأبيض”، على حد تعبيره.

وأشار الكاتب إلى أنه “في حالة نيكاراغوا، فإن واشنطن تدعم علناً المعارضة المسلحة في البلاد، وعصابات المخدرات التي تحلم بإنشاء منطقة حرة للقراصنة في أميركا الوسطى”.

الإعلام الأميركي

في المقابل، أشار تقرير إعلامي أميركي إلى أن “روسيا فاجأت الولايات المتحدة بخطوة استراتيجية جديدة بعلاقاتها مع نيكاراغوا”، بحسب ما نشرته صحيفة “ذا هيل” الأميركية.

وقالت الصحيفة إنه “في وقت سابق، سمح رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا بوجود مؤقت في البلاد للجيوش الأجنبية، بما في ذلك من روسيا، لأغراض إنسانية”.

ولفتت إلى أن “قوات فنزويلا وهندوراس وغواتيمالا وكوبا والدومينيكان والمكسيك والسلفادور حصلت على نفس الإذن”، ومنوهة بأن “الحديث هنا ليس فقط عن نشر قوات برية، ولكن أيضاً عن نشر مؤقت لسفن حربية وطائرات”.

وأضاف التقرير: “إن هذا قد يكون أول ظهور مهم للقوات الروسية في أميركا الوسطى، وسيكون بمثابة أساس لوجود عسكري روسي أقوى في نيكاراغوا”.

وجاء في التقرير أنه “على الرغم من حقيقة أن الجيش الأميركي حصل أيضًا على إذن، فمن غير المرجح أن ترسل الولايات المتحدة جيشها إلى نيكاراغوا، لكن من المرجح أن تستغل روسيا وكوبا وفنزويلا هذه الفرصة”.

حضور بالتناوب

وكان المرسوم الرئاسي بشأن السماح بدخول قوات أجنبية إلى نيكاراغوا، لا سيما روسية وأميركية، قد أحيل الأسبوع الماضي إلى مجلس النواب الذي يهيمن عليه أنصار الرئيس أورتيغا، وتم إدراجه في جدول أعمال الثلاثاء، بحسب برنامج البرلمان الذي نشرته الجريدة الرسمية، السبت.

ويتعلق نص المرسوم بالعسكريين الأجانب، إضافة إلى السفن والطائرات، ويسمح بدخول الجنود الروس بالتناوب لمشاركة جنود نيكاراغوا “وتدريبهم على عمليات المساعدة الإنسانية”.

ويشير إلى إجراء تدريبات بحرية وجوية لملاحقة مهربي المخدرات ومكافحة الجريمة المنظمة الدولية.

كما يتطرق أيضاً إلى الأعمال التي يُفترض أن تنفّذ، بمشاركة قوات من الولايات المتحدة والمكسيك ودول أميركا الوسطى وفنزويلا وكوبا وجمهورية الدومينيكان، إضافة إلى موافقة البرلمانيين على ذهاب جنود نيكاراغوا إلى تلك هذه البلدان.
توتر مع واشنطن

وشهدت العلاقة بين نيكاراغوا والولايات المتحدة توترًا منذ قيام واشنطن بفرض عقوبات على أورتيغا، لا سيما بعدما تم حظر دخوله إلى الولايات المتحدة، مع زوجته روزاريو موريو التي تشغل منصب نائبة الرئيس وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين، وذلك بموجب قرار صادر عن الرئيس الأميركي جو بايدن.

وعلى الأثر، قررت حكومة أورتيغا، في نوفمبر 2021، انسحاب نيكاراغوا من منظمة الدول الأميركية وإغلاق مكاتبها في العاصمة ماناغوا، واصفة المنظمة بأنها “أداة شرّ شيطانية”، بحسب ما نشرته وكالة “فرانس برس”.

ولكن الوكالة أشارت إلى أنه “وفقاً لبروتوكول المنظمة، فإن القرار “لا يمكن أن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد عامين على صدوره، وذلك لإعطاء البلاد الوقت الكافي للتحضير لانسحابها”.

skynewsarabia.com