وتمكنت تونس من إجلاء أكثر من 500 شخص من بين 1500 من مواطنيها، الذين كانوا يعيشون في أوكرانيا، وغالبيتهم من طلبة الطب والاختصاصات العلمية.
وبينما كانت الرحلة صعبة للغاية على التونسيين في أوكرانيا، كانت عائلاتهم تعيش أياما صعبة من الانتظار والخوف، خاصة في ظل صعوبة الاتصالات الهاتفية واشتداد القصف.
رحلة مدتها 30 ساعة
وكان الرحلة صعبة جدا، كما يصفها الطالب التونسي مروان، ويروي لموقع “سكاي نيوز عربية” في مطار قرطاج بتونس العاصمة: “اضطررنا للتنقل 30 ساعة دون انقطاع، ولم أنم قبلها مدة أسبوع كامل خاصة وإني قدمت من أقصى أوكرانيا وكانت رحلتي دون توقف خوفا من القصف لقد عشنا لحظات صعبة قبل وصولنا إلى تونس”.
أما مريم التي تقيم في أوكرانيا وتدرس الطب منذ 4 سنوات، فتسرد تفاصيل حالة الصدمة التي عاشتها، وهي تسمع دوي القذائف الذي لا يتوقف ليلا ونهارا، مما اضطرها إلى البقاء في مخبأ أرضي رفقة عدد من زملائها في درجات حرارة منخفضة جدا ودون مؤونة.
وذكرت أن “الكثير من الطلبة هربوا من ديارهم تاركين متعلقاتهم خلفهم فالقصف فاجأ الجميع”.
وبدا الطالب أحمد أكثر هدوءا، حيث جلس في المطار في انتظار حقيبته وكلبه الذي نجح في تأمين إجلاءه معه.
وقال إن الوضع كان سيئا جدا لكل أفراد الجاليات المقيمة في أوكرانيا، الذين اضطروا للخروج من ديارهم، بحثا عن مكان آمن أو رحلة آمنة توصلهم للحدود الرومانية.
أصوات القنابل
أما الطالب علي وشقيقه فقد مر برحلة رعب كما وصفها، وقادته من كييف إلى بوخارست، وقال: “كنا نسمع أصوات القنابل والقصف باستمرار خاصة في الأيام الأخيرة عندما ارتفعت وتيرة القصف وكان الخروج من العاصمة كييف أصعب من أي مدينة أخرى لأن الحدود محاصرة”.
وأضاف: “لكن فضلت وشقيقي الهروب بسيارتي، حملت بعض المؤونة والأدوية وتركت كل أغراضي وهربت من كييف في رحلة استغرقت ثلاثة أيام حتى تمكنا من دخول الحدود الرمانية”.
فرحة وترقب
وبدموع الفرح والاستبشار بالسلامة استقبلت العائلات التونسية العشرات من أبنائها العائدين من أوكرانيا في رحلة إجلاء جديدة أمنتها السلطات التونسية لرعاياها الذين تمكنوا من الوصول إلى بولندا ورومانيا.
وقبل أن يتنفسوا الصعداء كانت قلوب الأمهات والآباء تغلي في تونس خوفا على أبنائهم الذين يواجهون جحيم الحرب في أوكرانيا.
وقالت الأم راقية: “عشنا أياما صعبة وأحاسيس لا يمكن أن توصف في انتظار أخبار عن ابنتي التي تدرس الطب في إحدى جامعات أوكرانيا في سنتها الأولى خاصة وقد انقطعت معها كل الاتصالات”.
وأضافت أن الأخبار أصبحت تأتي فقط عبر نشرات الأخبار، “وهي أخبار تثير الرعب في نفوسنا خاصة خلال الأيام الأولى للمواجهات”.
وكانت الأم خديجة ترقب باب الخروج بتوتر في انتظار ابنتها طالبة الطب في أوكرانيا وحدثتنا بعيون دامعة عن أيام الانتظار الصعبة.
وتقول: “كانت ثلاثة أيام ولكن وقعها على نفسي كأنها أشهر طويلة، تابعت مرام ابنتي عبر الهاتف في رحلتها البرية باتجاه الحدود الرومانية وفي نفس الوقت كنت أتابع شاشات التلفزيون لأسمع عن آخر أخبار القصف وأتابعها لحظة بلحظة وأنقل لابنتي و أصدقائها المعلومات حتى لا يمروا إلا عبر المدن الآمنة”.
وتضيف: “لقد قضيت ثلاث أيام دون نوم أنا والدها في انتظار لحظة وصولها إلى الحدود الرومانية في انتظار إجلاء هم”.