تحركات كييف يعلّق عليها مسؤول عسكري أوكراني ومحلل عسكري روسي لموقع “سكاي نيوز عربية”، بالحديث عن مخطط بلديهما للساعات المقبلة، والمتحور بشأن “التصعيد” في جبهتي الشرق والجنوب، وبدء التحضيرات لـ”معركة الربيع“.
في الساعات الأخيرة، وعقب ما أعلنته أوكرانيا عن هجوم شنته بالمسيرات على شبه جزيرة القرم، بدأت حشد قواتها في محور الجنوب، وبالأخص لوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
في المقابل، نفت روسيا، الثلاثاء، ما أعلنته أوكرانيا بشأن وقوع انفجار في القرم أدى إلى تدمير صواريخ كروز روسية من طراز “كاليبر- إن كاي” أثناء نقلها على السكك الحديدية، قائلة إن الانفجار نجم عن اعتراض القوات الروسية لهجوم بالمسيرات استهدف مباني سكنية ومدنية.
تحضيرات قائمة
ميدانيا، يتحدَّث مارتشينكو فوروجتسوف، مسؤول عسكري أوكراني بجبهة خيرسون، عمّا اعتبرها تحضيرات تُجريها كييف لشن الهجوم المضاد لـ”تحرير” الأقاليم الخمسة التي ضمّتها روسيا (لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون والقرم).
من هذه التحضيرات:
- معظم القوات التي تم تدريبها في الخارج وفي بولندا جاءت بالفعل، وتم توزيعها في جبهات الجنوب للبدء في الهجوم.
- هجوم الإثنين على القرم من جانب المسيرات، والذي أدى إلى تدمير صواريخ كروز روسية، كان مدروسًا لمنع تلك الصواريخ من الوصول للأسطول البحري الروسي المتمركز في خليج سيفاستوبول على البحر الأسود بالقرم، والتي تستخدم ضد سلاح الجو الأوكراني وقصف خطوط الإمدادات في خيرسون وجبهة الجنوب.
- هناك شحنات من القذائف في طريقها للقوات المتمركزة في الجنوب، وبالأخص نقطة ضفاف نهر دنيبرو لاستهداف الجسور التي تمد المدينة لوجستيا بفضل قاذفات الصواريخ “هيمارس” الأميركية، وذلك لمنع الروس من إقامة اتصال بري مع ترانسنيستريا.
أبدى فوروجتسوف ثقته في قدرة بلاده على “تحرير” القرم، قائلا إن “الحلفاء الغربيين كانوا يشككون في قدرتنا على فعل ذلك، لكن معادلة المعارك أثبتت عكس ذلك التصور”.
أعلن مسؤولون بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن كييف تستعد لهجوم مضاد في لوغانسك وزابوريجيا لقطع الاتصالات البرية مع القوات الروسية من القرم وتدمير الجسور.
تحركات كييف وحلفائها للتصعيد
من المعسكر الروسي، يعلق أوليغ أرتيوفسك، الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة “فولسك” العسكرية، مقللا من شأن الهجوم الأوكراني على القرم، ويقال إنه “لا يتعدّى هجوما بمسيرات مفخخة كما يحدث يوميا من إرهاب لاستهداف المدنيين في القرم، لكن توقيت الهجوم له دلالات”.
من هذه الدلالات حسب أرتيوفسك، هو “إفشال مبادرة الصين بشأن مباحثات سلام بين كييف وموسكو”.
يستدل على ذلك بما يقول إنها تحركات قام بها “حلفاء أوكرانيا الغربيون لدعم هذا الأمر، وإعطاء الضوء الأخضر لاستمرار التصعيد”، ومنها:
- اعتماد الحزمة الثانية من الأسلحة الغربية.
- دول الناتو سلّمت 500 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى أوكرانيا.
- الاستخباراتية الغربية، وبالأخص الأميركية، هي المخطط الرئيسي لتلك الهجمات.
- واشنطن أعلنتها صريحة عقب وصول الرئيس الصيني إلى موسكو، وهو إفشال أي مجالٍ للتفاوض لإطالة أمد الأزمة وعدم السماح لبكين بلعب دور وسيط دولي.
في المقابل، يتوقع أرتيوفسك تصعيدا روسيا قويا الساعات المقبلة في جبهة الشرق “لحسمها نهائيا؛ لأن ذلك سيؤثر على الروح المعنوية للأوكرانيين في الجنوب، بجانب استمرار موسكو في القصف المباشر جنوبا لمنع أي إمدادات أو تقدم لقوات كييف تجاه نهر دنيبرو”.