ووقع الهجوم على المجمع الصناعي في أصفهان، حسب البيانات الرسمية الإيرانية، مساء السبت وتحديدا عند الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي (نحو 20:00 بتوقيت غرينتش).

على غير العادة.. عدم تكتم إيراني

تعاملت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية بحذر شديد مع الهجوم، فلم تنشر سوى البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع، لكن كان لافتا هذه المرة، بحسب وسائل إعلام غربية أن طهران لم تتكتم على الهجوم، وفيما يلي أبرز النقاط في البيان الرسمي الإيراني:

  • تعرض أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في اصفهان، مساء السبت، لهجوم فاشل باجسام طائرة صغيرة (مسيرات).
  • أصيب إحداها من قبل الدفاع الجوي للمجمع فيما انفجرت الاثنتان الأخريان بعد وقوعهما في فخاخ دفاعية.
  • إن هذا الهجوم الفاشل لم يسفر عن وقوع ضحايا ولحقت أضرار طفيفة بسقف المصنع، ولم تتسبب في إحداث خلل في معدات ومهمات المجمع.
  • البيان الرسمي الإيراني لم يحدد طبيعة المجمع الصناعي الدفاعي.

 الروايات الغربية والإسرائيلية

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم عبر طائرات مسيرة، مما أسفر عن انفجار كبير في وسط مدينة أصفهان السبت.

وقال تقرير للصحيفة، شارك في إعداده رونين بيرغمان، الصحفي المعروف بصلاته الوثيقة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، إن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية “الموساد” هو من يقف وراء العملية.

 ونسبت الصحيفة معلوماتها إلى مسؤولين رفعي المستوى في المخابرات الأميركية، مطلعين على المباحثات بين واشنطن وتل أبيب.

وقالت إن الهدف من المنشأة لم يكن واضحا، ولا الضرر الذي أحدثته الضربة.

بدورها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين على الأمر أن الذي نفذ الهجوم على أصفهان هو إسرائيل.

“القناة 12” الإسرائيلية أفادت، الأحد بأن الهجوم استهدف منشأة لصناعة الطائرة المسيرة “شاهد 136“، وقالت:

  • الطائرات المسيرة المهاجمة انطلقت من موقع قريب عبر مُشغلين “على درجة عالية من الاحتراف” ويعرفون هدفهم جيدا.
  • جمع الهجوم بين معلومات غاية في الدقة وقدرات تكنولوجية متطورة للغاية.

أهمية أصفهان العسكرية

  • تعد أصفهان مركزا لصناعة الصواريخ الإيرانية وأبحاثها وتطويرها.
  • تجري فيها مثلا تجميع صواريخ متوسطة المدى مثل “شهاب” (قادر على ضرب إسرائيل).
  • كانت تقارير عديدة تحدثت عن إمداد إيران لروسيا طائرات مسيرات من نوع “شاهد” 136 الانتحارية التي استخدمت في الحرب أوكرانيا.
  • في أصفهان أربع منشآت أبحاث نووية صغيرة، حصلت عليها إيران منذ سنوات عديدة، لكن المنشأة التي قصفت السبت كانت في وسط المدينة، ولا يبدو أنها ذات صلة بالأسلحة النووية.

 السياق العام للضربة

  • جاءت الضربة في وقت تجري الولايات المتحدة وإسرائيل محادثات لبحث سبل جديد كيفية مواجهة برنامج إيران النووي وطموحاتها النووية.
  • تزامنت مع بدء وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بليكن، زيارة إلى المنطقة، هي الأولى هي الأولى له منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء، فضلا عن الضربة حدثت في نفس اليوم الذي كان فيه مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، في إسرائيل.
  • في بعض الأحيان، تعطي إسرائيل للولايات المتحدة تحذيرا مسبقا بشن هجوم أو تبلغ المسؤولين الأمريكيين أثناء بدء العملية، لكن ليس من الواضح ما حدث في هذه الحالة، وفق “نيويورك تايمز”.
  • هذا هو الهجوم الإسرائيلي الأول المعروف داخل إيران منذ إعادة تولي نتنياهو لمنصبه قبل نحو شهر.
  • يظهر الهجوم تبني الاستراتيجية التي تم تشكيلها تحت حكم سلفيه ومنافسيه، نفتالي بينيت ويائير لابيد، اللذين وسعا الهجمات الإسرائيلية داخل إيران.

لبس في الهجوم
ساد لبس في البداية، مع تواتر المعلومات عن الهجوم، خاصة مع التقارير التي ربطت المنشأة المستهدفة بصناعة الطائرة المسيرة “شاهد 136″، التي أصبحت جزءا من أدوات روسيا في الحرب ضد أوكرانيا.

وجاء الأمر بعد تغريدة لمستشار الرئيس الأوكراني، مخايلو بودولياك، قال فيها إن الضربة في أصفهان مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

وعلى الفور، استدعت الخارجية الايرانية، القائم بالأعمال الأوكراني في طهران احتجاجا على تصريح بودولياك.

وفتح هذا الأمر الباب أمام احتمالات أخرى بشأن الفاعلين غير إسرائيل، لكن مسؤولين أميركيين قالوا، دون أن يكشفوا أسماءهم، أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم وبدافع من مخاوفها الأمنية وليس للأمر علاقة بما يجري في أوكرانيا.

وقبل أسابيع، أعلن مسؤولون أميركيون علنا بأن طهران من أبرز مزودي روسيا بالطائرات المسيرة التي تستخدمها في حرب أوكرانيا.

وأعربوا عن اعتقادهم أن روسيا كانت تحاول أيضا الحصول على صواريخ إيرانية لاستخدامها في الصراع.

الطائرة المستخدمة في الهجوم

أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، أن طائرة “كوادكوبتر” هي التي استخدمت في الهجوم، وهذه أبرز صفاتها

  • هي طائرة خفيفة الوزن مزودة بأربع مراوح منفصلة.
  • ويمكن شراء نسخ بسيطة منها من الأسواق.
  • تحلق بعض النسخ العسكرية منها لمدة 38 دقيقة.
  • تستطيع حمل نحو 6 كيلوغرامات من المتفجرات.
  • تستخدم في مهام متعدة مثل المراقبة والبحث والإنقاذ، وفق موقع airforce-technology.

 وهذا لا يعني أن هذه الصفات كلها تنطبق على الطائرات المستخدمة في الهجوم.

سجل إسرائيل في استخدام “كوادكوبتر”

  • في أغسطس 2019، أرسلت إسرائيل طائرة “كوادكوبتر” متفجرة إلى قلب منطقة تسيطر عليها ميليشيات حزب الله في بيروت، حيث تم تدمير آلة حيوية لإنتاج صواريخ دقيقة، وفق مسؤولين إسرائيليين.
  • في يونيو 2021، انفجرت طائرات “كوادكوبتر” في أحد مراكز التصنيع الرئيسية لأجهزة الطرد المركزي في في كرج بضواحي طهران. قالت إيران إنه لم تحدث أضرار بالموقع، لكن صور الأقمار الصناعية أظهرت أدلة على وقوع أضرار كبيرة.
  • في مايو 2022، استهدفت غارة بطائرة بدون طيار موقعا عسكريا شديد الحساسية خارج طهران حيث تطور إيران تكنولوجيا الصواريخ والنووية والطائرات بدون طيار.

skynewsarabia.com