تخلى الطرفان الغربي والروسي عن لهجة التهدئة والبحث عن مخرج، حيث أكد مندوب روسيا بالأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن ما تشهده أوكرانيا حرب بالوكالة ضد بلاده، وأن الغرب كان ينتظر الفرصة لشن حرب اقتصادية عليها.
وعلى الجانب الغربي، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الأسابيع المقبلة ستكون مصيرية، مشددا على استمرار دعم الأوكرانيين في دونباس وماريوبول.
ورغم تقديم واشنطن 3.7 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إلا أن أوستن طالب بتخصيص 33 مليار دولار.
وبجانب هذا، أعلن المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، تدريب السلاح الجوي الأميركي للقوات الأوكرانية على الطائرات المسيرة الجديدة لديها، مؤكدا تدفق السلاح الغربي لأوكرانيا.
كما صعدت ألمانيا الحشد ضد موسكو، إذ قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه لا يمكن استبعاد مهاجمة روسيا دولا أخرى.
ورد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بأن كافة وسائل نقل أسلحة الناتو لأوكرانيا هدفا مشروعا للتدمير.
وعلقت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بأن موسكو تعيد صياغة معركتها مع كييف باعتبارها حربا أوسع مع الغرب.
أسباب التصعيد
يرى فيصل مصلح، أستاذ العلاقات الدولية، أن التدفق الكبير للأسلحة إلى كييف وإرسال كل أنواع الأسلحة والعتاد الخفيف والثقيل والدقيق، والصواريخ والمدافع مثل مدافع هاوتزر وصواريخ ستينغر، جعل الحرب تخرج عن نطاقها بين روسيا وأوكرانيا، وتصبح بين روسيا والناتو.
وبتعبيره لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الناتو يحارب بسلاحه، ولكن يستعمل الجيش الأوكراني.
وتؤكد معلومات روسية وجود عناصر للناتو في أوكرانيا للتدريب ومراقبة التحركات الروسية برا وبحرا وجوا، وتسخير الأقمار الاصطناعية والقدرات السيبرانية لمساعدة كييف وإطالة أمد الحرب، بحسب مصلح.
عقوبات جديدة
بالتزامن مع التصعيد العسكري، يكثف الغرب حربه الاقتصادية، إذ قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الحزمة السادسة من العقوبات، وهي أشد عقوبات على موسكو منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير.
وتشمل التخلص من إمدادات النفط الروسي خلال 6 أشهر والمنتجات المكررة بنهاية العام، وحظر خدمات الشحن والتأمين والتمويل التي تقوم بها شركات أوروبية لنقل النفط الروسي خلال شهر.
جبهات الصراع
مع تعقد المشهد، تزيد فرصة توسع الحرب، ويشير مصلح إلى أن الجبهة الأولى ربما تكون مولدوفا، بسبب أحداث إقليم ترانسنيستريا المولدوفي الموالي لروسيا وبه قوات روسية، ولقربه من أوديسا الأوكرانية على البحر الأسود، والتي تسعى موسكو للسيطرة عليها كونها رئة أوكرانيا الاقتصادية.
ومع إشارة المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن بولندا تمثل تهديدا محتملا، يرى مصلح أن بولندا ربما تصبح جبهة أخرى بإرسال قوات حفظ سلام لأوكرانيا، الأمر الذي تعتبره روسيا تدخلا مباشرا في الحرب، منوها إلى احتمال تدخل بيلاروسيا لجانب روسيا مع محاولة الثانية اقتحام كييف من الجبهة الشمالية.
وتعتبر فنلندا والسويد من بين الدول المرشحة لدخول أتون الحرب في حال انضمامهما إلى حلف الناتو، الخطوة التي تعتبرها موسكو تهديدا لأمنها القومي، لا سيما وأن فنلندا تمتلك حدودا كبيرة معها، بحسب مصلح.
ويختم قائلا: “هناك مؤشرات غربية على مسعى روسي للوصول بريا إلى إقليم كالينغراد على بحر البلطيق، ويحتاج ذلك لاحتلال روسيا للتوانيا ولاتفيا، لذا تصبح الدولتان جبهتين للحرب”، معتبرا أن وقتها ستحدث حرب عالمية ثالثة.