في صباح الثلاثاء الموافق الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، بينما كانت عقارب الساعة تشير إلى 8:45 بتوقيت نيويورك، اتجهت طائرة من طراز بوينغ 767 تابعة لشركة “أميركان إيرلاينز” صوب البرج الشمالي لمبنى مركز التجارة العالمي في حي مانهاتن، وبعدها بأقل من 15 دقيقة طائرة من نفس الطراز اصطدمت بالبرج الجنوبي للمركز نفسه، لتعلن بعدها الولايات المتحدة تعرضها لهجمات إرهابية.
وخرج الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بخطاب للشعب الأميركي، معلنا أن بلاده ستعاقب المسؤول المباشر عن هجمات الـ 11 من سبتمبر وكل من عاونهم، وكانت أصابع الاتهام تشير في المقام الأول إلى تنظيم “القاعدة” بزعامة أسامة بن لادن، لتبدأ الولايات المتحدة أطول حرب على الإرهاب استمرت لنحو 20 عاما.
وفي أكتوبر من نفس العام، أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، بدء الحرب على العناصر الإرهابية في أفغانستان، مؤكدا استخدام 40 مقاتلة في الساعات الأولى للهجوم وأكثر من 50 صاروخ كروز، أطلقت من غواصات في الساعات الأولى للهجوم.
وفي نوفمبر، أعلنت قوات التحالف دخول العاصمة الأفغانية كابل، بعد انسحاب مفاجئ لعناصر حركة طالبان.
وبعد التغيرات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان من عودة طالبان للحكم، كيف أصبح شكل تنظيم القاعدة عقب مرور 20 عاما على هجمات 11 سبتمبر عام 2001؟.
وعن وضع التنظيم الإرهابي حاليا، تقول ريم البركي الباحثة السياسية في شؤون الحركات والتنظيمات الإرهابية في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بصفة عامة يعاني تنظيم القاعدة اليوم، بشكل واضح، من حالة ضعف وشيخوخة، فبعد هجمات 11 ديسمبر، والهجمات على سفارتين الولايات المتحدة الأميركية في كل من دار السلام في تنزانيا، ونيروبي في كينيا في هجوم متزامن في أغسطس 1998، لم ينفذ عمليات ضخمة مشابهة”.
وأضافت البركي، أن “مقتل الأب الروحي للتنظيم أسامة بن لادن سنة 2011، بالتزامن مع الحرب الدولية على الإرهاب، ساعد بشكل واضح على ضعف تنظيم القاعدة”، مشيرة إلى أن “أيمن الظواهري الذي تولى زمام الأمور داخل التنظيم، هو شخص ضعيف، لم يتمكن من إحياء الروح القتالية لدى أفراد التنظيم الذين يعانون في الأصل من حصار شامل”.
ولفتت الباحثة السياسية في شؤون الحركات والتنظيمات الإرهابية إلى أنه علينا أن لا ننسى أن الشعوب العربية فطنت جيدا لحقيقة التنظيمات الإرهابية وأجنداتهم المدمرة بعد أحداث ما عرف بالربيع العربي.
وأوضحت أن “الضعف الذي يعصف بتنظيم القاعدة، والوعي الشعبي الحقيقي النابع عن تجربة مريرة والذي تشكل لدى الشعوب العربية، لا يعني إمكانية توقف الجهود الأمنية والعسكرية ضد الإرهاب، فاليقظة داخل المؤسسات التعليمية، ودور العبادة، وفي المنافذ الحدودية، عامل أساسي لمكافحة تمدد العناصر المتطرفة داخل المجتمعات”.
وتشير تقارير استخباراتية وأمنية إلى أن فلول تنظيم القاعدة، تحاول إعادة تشكيل نفسها، وتستقطب العناصر الشابة في دول الساحل الغربي لإفريقيا، مستغلة حالة الفراغ والاضطرابات التي تتمتع بها هذه المنطقة، على الرغم من العمليات العسكرية التي تتم فيها مثل “برخان” وغيرها، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود الدولية للقضاء على هذه المحاولات.