ووصل يول في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقا، السبت، إلى كييف، لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وسط تساؤلات عما إن كان الرئيس الكوري الجنوبي قد غيّر موقفه الرافض لتصدير السلاح إلى أوكرانيا.
وسبق أن قاومت كوريا الجنوبية ضغوطا من كييف وحلفائها لتقديم الأسلحة، خاصة أنها دولة مصدّرة للسلاح، وفضّلت تقديم مساعدات إنسانية ومالية.
وقال يول الأسبوع الماضي إن بلاده تستعد لإرسال معدات إزالة ألغام وسيارات إسعاف، تلبية لطلب من أوكرانيا.
ومن جانبه، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر مايو، من أن أي قرار لكوريا الجنوبية بتزويد أوكرانيا بالأسلحة سيدمر العلاقات الروسية الكورية الجنوبية، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
تغيّرات بعد قمة الناتو
يوافق عضو حزب الوطن الأوكراني، فرهاد شيخ بكر، على أن زيارة الرئيس الكوري الجنوبي لبلاده كانت “مفاجئة”، ويُرجعها إلى تعرض يول لضغوط عديدة من حلفائه، وهم حلفاء أوكرانيا في ذات الوقت، خاصة الولايات المتحدة.
ويرجح شيخ بكر أن مزيدا من هذه الضغوط تعرض لها الرئيس الكوري الجنوبي في قمة الناتو التي حضرها، وانعقدت في ليتوانيا الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
وتتعلق هذه الضغوط، حسب شيخ بكر، بمطالبة الحلفاء لسول بإمداد أوكرانيا بالأسلحة وأجهزة إزالة الألغام الروسية، إضافة لإرسال المواد الطبية والمساعدات الإنسانية، ولم يستبعد أن تفكر كوريا الجنوبية في تصدير الأسلحة أولا إلى الولايات المتحدة، بدلا من تصديرها مباشرة إلى أوكرانيا.
وتوقع شيخ بكر كذلك أن تتضمن محادثات الرئيسين الكوري الجنوبي والأوكراني في كييف المفاوضات حول طبيعة المساعدات المقدمة.
وسبق لزيلينسكي أن دعا يول إلى إمداد بلاده بأنظمة للدفاع الجوي عندما التقيا للمرة الأولى في مايو خلال قمة مجموعة السبع الصناعية.
خطوة غير مفاجئة
لا يرى الخبير في الشأن الآسيوي، ضياء حلمي، زيارة رئيس كوريا الجنوبية لأوكرانيا مفاجئة، ويوضح قائلا: “المفاجأة فقط أنها زيارة لم يُعلن عنها مسبقا، والمقصود منها تطويق روسيا قدر الإمكان”.
وتعد كوريا الجنوبية ضمن مجموعة تضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا التي تتعاون في شرق آسيا ضد ثلاثي روسيا والصين وكوريا الشمالية.
وعلى هذا الأساس، يفسّر حلمي سبب الزيارة ودعم سول لأوكرانيا، قائلا إن كوريا الجنوبية “تعرف أن مصلحتها مع الولايات المتحدة لحمايتها من تصرفات كوريا الشمالية، وواشنطن من ناحيتها تستخدم كوريا الجنوبية واليابان للضغط على الصين تحت عنوان الحفاظ على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي“.
جدير بالذكر أن يول زار بولندا الأسبوع الماضي، حيث عبّر هناك عن تضامنه مع أوكرانيا، وبحث سبل دعمها.