وكتبت “واشنطن بوست” أن العملية الأمنية الواسعة في واشنطن وُصفت من قبل البعض بالحرب، وسط تساؤلات عما إذا كان الوضع الحالي شبيها فعلا بالحرب، نظرا إلى حدة الانقسام في البلاد، وتزايد مخاطر اندلاع العنف، يوم الأربعاء المقبل.
ويجري الاستعداد بتأهب عال، من جراء تشكيك ترامب في الانتخابات، فضلا عن قيام أنصاره باقتحام مبنى الكونغرس، في السادس من يناير الجاري، لأجل إرباك التصديق على نتائج الانتخابات التي رجحت كفة بايدن.
وانتشرت، مؤخرا، صور لعناصر من الحرس الوطني الأميركي، وهم في أهبة الاستعداد، كما لو أن حربا تُدق طبولها في البلاد.
لكن تشبيه الأمر بالحرب لا يحظى بتأييد بعض العارفين بالاضطرابات العسكرية، لأن الأمر لم يصل إلى هذا الحد، حتى وإن كانت أحداث الكونغرس قد أسفرت عن وقوع خمسة قتلى.
ويرى منتقدو هذه المقارنة أن الحديث عن ظروف حرب ينطوي على الكثير من التضليل، كما أنه يصور واقع الحروب بشكل يجعلها “تافهة” في نظر الناس.
وتقول المستشارة السابقة في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، ياسمين الجمل، إن هذه المقارنة تستهين بالأشخاص الذين شهدوا الحروب بالفعل، أو رأوا الدبابات تسير في الشوارع مع جنود أجانب يصلون إلى أراضيهم، وهم “أشخاص مناوئون” في نظرهم، ثم أضافت “هذه هي منطقة النزاع، وهذه هي منطقة الحرب”.
وأضافت أن عقد المقارنات بهذا الشكل، بدل وضع الأمور في سياقها الأميركي، من شأنه أن يلحق أذى كبيرا بالمواطنين الأميركيين، كما أنه يقدم صورة مضللة لمن يتابعون الوضع الأميركي من مختلف دول العالم.
والجمعة الماضي، شارك مقدم الأخبار في قناة “سي إن إن”، وولف بليتزر، صورة لعناصر من الحرس الوطني، قائلا إنه رآهم في شارع بعيد عن مبنى الكونغرس الذي تعرض للأحداث الدامية، مؤخرا، في العاصمة واشنطن.
وكتب في تغريدة على موقع تويتر، إن المشهد ذكره بما رآه في مناطق حرب مثل بغداد والموصل والفلوجة في العراق، ووصف الأمر بـ”المحزن جدا”.
ولم يسلم هذا الرأي من الانتقاد، فتساءلت مستخدمة تقدم نفسها باسم سورويا، “هل ثمة قنابل تسقط على رؤوس الناس؟؟ بينما لقي مئات الآلاف من الناس مصرعهم؟ توقفوا عن المقارنة كما لو أنه ثمة شبه بالفعل بين الحالتين”!
وفي غضون ذلك، يرى الأستاذ المساعد والمختص في دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، فيصل إيتاني، إن الوضع الأميركي مختلف عن مناطق التوتر في الشرق الأوسط.
وأوضح الأكاديمي الذي ينحدر من لبنان، أن الأميركيين ينظرون إلى بلدهم بطريقتين، فإما أنهم يتصورونها مثالية ومتفردة، وتخضع لقوانين مختلفة عن باقي الدول.
أما الطريقة الثانية فهي النظر إلى الولايات المتحدة، كبلد له عيوب وربما يشبه وضعه ما يحصل في العاصمة العراقية بغداد.
أما التشبيه بالشرق الأوسط فهو مفهوم، بحسب الأكاديمي الأميركي، لأن هذه المنطقة من العالم أصبحت مضرب المثل في “القلاقل والاضطرابات”.