كما سيكون بذلك ابنا المستعمرات توليا أرفع المراكز في مقاعد الحكم ومقاعد المعارضة في آن واحد؛ حيث يتبادل حزبا المحافظين والعمال أدوار الحكم والمعارضة.

أعلن ريشي سوناك، الأحد، ترشحه لرئاسة الوزراء بعد استقالة ليز تراس، في ثاني محاولة له خلال شهرين لقيادة الحكومة التي تواجه أزمات خانقة.

وكتب في تغريدة: “إن المملكة المتحدة بلد عظيم، لكننا نواجه أزمة اقتصادية عميقة، أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا”.

 أبناء المهاجرين.. بريطانيون

وسوناك هو أقوى المرشحين للمنصب حتى الآن، وإن فاز سيكون أول بريطاني من عائلات المهاجرين الهنود يسكن في داونينغ ستريت، ويدير حكومة بريطانيا التي احتلت بلاده في زمن “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس” نحو 100 سنة، من منتصف القرن 19 حتى 1947.

أما صادق خان، فهو من عائلة باكستانية هاجرت لبريطانيا، وبتدرجه في حزب العمال استطاع الوصول لمنصب عمدة العاصمة لندن.

وردا على سؤال حول كونه المسلم الأول الذي يرأس بلدية لندن، أجاب خان: “أنا لندني، أنا بريطاني، أنا مسلم الديانة، وبالطبع أنا فخور بإسلامي”.

وأضاف: “لدي أصول باكستانية، أنا أب وزوج ومناصر لنادي ليفربول منذ زمن طويل، أنا كل هذا”، وأن “العظيم في هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنيا من أي معتقد أو بلا أي معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا”.

وفي مايو 2021، أعيد انتخاب خان في منصب عمدة لندن بعد الفوز على منافسه شون بيلي، مرشح حزب المحافظين الحاكم.

أزمة الاقتصاد.. الرهان الانتخابي

لكن فوز سوناك مرهون بالاتجاه الذي ستحدده بوصلة قاعدة أعضاء حزب المحافظين، التي ستصوت على انتخاب أحد الواصلين إلى “النهائي الكبير”، وهي القاعدة التي سبق وخذلته في منافسته ليز تراس على المنصب قبل شهرين.

الكلمة السحرية لسوناك في حملته هي “السيطرة على التضخم”، وذهب بعيدا في أطروحاته الاقتصادية للقيام بذلك؛ فهو لا يرى ضرورة لتخفيف السياسة الضريبية، بحجة أن ذلك قد لا يفيد في السيطرة على التضخم المستمر.

ووصل التضخم لمستويات خيالية لم تشهدها بريطانيا منذ أكثر من 40 سنة، برقم 9.4 بالمائة في شهر يونيو.

ويبدو أن استثمار سوناك في هذه الأزمة العالمية، هو الذي قاده للدور الحاسم في السباق نحو داوننغ ستريت، حيث آن كل البريطانيين على مختلف ألوانهم السياسية والأيديولوجية لم يعد لديهم همّ إلا حلحلة الاقتصاد.

وذات الأمر هو الذي أجبر ليز تراس على الاستقالة بعد 44 يوما فقط من تقلدها منصب رئيسة الوزراء؛ وبالتالي سيكون سوناك على دراية تامة بأن تكون الوعود الاقتصادية التي يقطعها على نفسه ممكنة التنفيذ.

skynewsarabia.com