وبدت مساحات شاسعة من وسط المدينة، لا سيما قرب البيت الأبيض، وكأنها بلدة ساحلية تستعد لإعصار عنيف، إذ باتت الواجهات الزجاجية لمعظم الفنادق ومباني المكاتب والمقاهي والمطاعم مغطاة بألواح خشبية، مع بعض الحواجز المؤقتة التي تمتد على مسافة شوارع بأكملها أحيانا.
وبقيت واجهات العديد من الشركات مغطاة بألواح عملاقة من الخشب لأشهر، بعد أعمال عنف ونهب محدودة تخللت احتجاجات ضد عنف الشرطة، إثر مقتل جورج فلويد، الأميركي من أصل إفريقي، أثناء توقيفه في مينيسوتا في مايو الماضي.
والآن تعيد تلك الشركات تثبيت ألواح خشبية على واجهاتها، كإجراء احترازي قبل يوم الانتخابات، المقررة الثلاثاء، من دون وجود أي تهديد وشيك أو تحذير رسمي.
وأثناء إشرافه على أعمال تحصين واجهة المحلات في أحد الأبنية الكبرى في العاصمة، قال جون لايل، وهو مشرف البناء في شركة عقارات محلية، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “مجريات الأمور في الأيام المقبلة ستعتمد على كيفية سير الانتخابات، وإذا كانت النتائج متقاربة فهناك احتمال أكبر لحدوث اضطرابات”.
وأضاف لايل أن تحصين الواجهات “عمل فردي لا يستند إلى أي توجيهات رسمية”، وأن “على الناس، وبحسب تجاربهم السابقة وقدرتهم على تحمل المخاطر، أن يتخذوا قرارهم بشأن ما عليهم فعله”.
وخلال الأسبوع الماضي، حذرت شرطة واشنطن السائقين من أنها قد تغلق بعض الشوارع وتمنع وقوف السيارات في عدة مناطق من المدينة، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بالتزامن مع تظاهرات مرتقبة.
“كانت هناك تقارير إعلامية عن احتمال حدوث اضطرابات بسبب الانتخابات. هذه أوقات متقلبة ومن الأفضل اتخاذ احتياطات كي لا نندم لاحقا” حسبما تقول إليسا بينتون، التي تمتلك وتدير مطعما في واشنطن، لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وتضيف أن “الأعمال تضررت كثيرا خلال الربيع والصيف، بسبب الاضطرابات وجائحة كورونا”.
لكن بينيتون لا تتوقع حدوث أعمال شغب وعنف على نطاق واسع، لكنها تلخص الأمر بعبارة واحدة: “إنها سنة 2020 وما ندري ماذا ستحمل لنا بعد!”.