وقالت واشنطن إنها جاهزة للحوار مع موسكو إذا ما اختارت ذلك، وأيضا مستعدة للتصعيد العسكري في حال لجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى عدم نزع فتيل التوتر والتوغل داخل أوكرانيا.

واعترف المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أن قادة وزارة الدفاع يراجعون الخيارات العسكرية والأمنية والدفاعية الممكنة للتعامل مع أي تصعيد روسي.

وقال إن الهجمات الإلكترونية التي نفذتها موسكو ضد شبكات معلومات تابعة لحكومة كييف، إنما تنذر بأن ثمة عملا يتم التحضير له ضد سيادة أوكرانيا لخلق أجواء تبرر احتمالات التوغل والاجتياح.

وتابع كيربي أن الولايات المتحدة لا ترغب في رؤية توغل روسي داخل أوكرانيا، وفيما لو حصل ذلك فإن وزارة الدفاع الأميركية ستقدم الدعم الأمني والعسكري اللازمين إلى كييف.

وأضاف كيربي في مؤتمر صحافي في البنتاغون، أن لدى الوزارة معلومات أن موسكو تعمل على خلق أو التسبب بحادث على حدود أوكرانيا وأخذه ذريعة لاجتياحها.

وقال كيربي إنه من الصعب التصديق أن العملاء الروس على الحدود مع أوكرانيا، والذين يخططون لأحداث استفزازية، لا يعملون بتوجيهات مباشرة من فلاديمير بوتن.

وحذّر كيربي من التعرض لسلامة المدربين والمستشارين العسكريين في أوكرانيا، مشددا على أنه ستترتب على ذلك عواقب وخيمة فيما لو تم استهدافهم عن قصد أو عن غير قصد.

وختم كيربي أن البنتاغون يدرك تماما أنه من المصلحة الأميركية الكشف علنا ورسميا عما تخطط له موسكو قريبا ضد أوكرانيا ولن نخفي – والكلام له – “تقييمنا الاستخباراتي في هذا الشأن”.

700 مستشار عسكري أميركي

من ناحية ثانية، كشف مسؤول حكومي أميركي في واشنطن لـ”سكاي نيوز عربية”، أن البيت الأبيض أوعز إلى قادة البنتاغون رفع عدد المستشارين والمدربين العسكريين الأميركيين الموجودين في أوكرانيا من نحو 400 ضابط إلى 700، وذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة، وقد وافق وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي على هذا الإجراء.

وفيما رفض البنتاغون الإعلان عن ذلك رسميا، نظرا لحساسية الموضوع، اعترف المسؤول، في حديث غير مصوّر مع “سكاي نيوز عربية” –  طالبا عدم الكشف عن اسمه – أن هناك نحو 400 ضابط ومدرب ومستشار عسكري أميركي مع قوات الجيش الأوكراني على الأرض داخل أوكرانيا الآن، وهؤلاء يقدمون الدعم والمشورة والتدريب في إطار تنسيق حلف شمال الأطلسي مع كييف.

وتابع المسؤول أن 200 عنصر من هؤلاء هم من الوحدات الخاصة الأميركية، ومهمتهم تنسيق عمليات ما سماه “تقاسم معلومات الأجهزة الاستخباراتية العسكرية حول تحرّك القوات الروسية” على ثلاثة محاور من الشرق على حدود إقليم دونباس ومن الجنوب الشرقي لناحية شبه جزيرة القرم، وأيضا لجهة الشمال على الحدود المتاخمة لبيلاروسيا.

وكرر المسؤول، أن موسكو ترفع من وتيرة استعداداتها حتى الساعة للمناورة، لكنها لم تتخذ أي قرار نهائي بعد بالتوغل داخل أوكرانيا.

وأضاف أن الجيش الروسي الذي خاض في الأعوام الماضية تجارب عسكرية جوية في سوريا، قد يتفاجأ من قدرات الجيش الأوكراني على الأرض، وما يمكن أن يلحقه من أذى وضرر بالقوات الروسية والمجموعات الانفصالية فيما لو بدأت بالاجتياح.

وتوقع أن يواجه الكرملين حركة مقاومة شرسة من الأوكرانيين شبيهة بما عاشته القوات السوفياتية في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان.

skynewsarabia.com