ودخلت الاستفتاءات، التي تم التنديد بها على نطاق واسع، يومها الثالث الأحد في أربع مناطق في شرق أوكرانيا وقد يتخذ البرلمان الروسي خطوات خلال أيام لضم مناطق أوكرانية بشكل رسمي.
ومن خلال دمج المناطق الأربع، وهي لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، إلى روسيا، يمكن لموسكو تصوير الهجمات لاستعادتها على أنها هجوم على روسيا نفسها، وهو تحذير لكييف وحلفائها الغربيين.
ويثير الضم الروسي خطر مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، إذ تستخدم القوات الأوكرانية أسلحة غربية.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأحد إن الولايات المتحدة سترد بحسم على أي استخدام للأسلحة النووية من جانب روسيا ضد أوكرانيا وإن واشنطن أوضحت لموسكو “العواقب الكارثية” التي ستواجهها.
وقال سوليفان لقناة (إن.بي.سي) التلفزيونية “إذا تجاوزت روسيا هذا الخط ستكون هناك عواقب كارثية على روسيا. سترد الولايات المتحدة بحسم”.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إنه يتعين على بريطانيا وحلفائها ألا يستجيبوا لتهديدات بوتن الذي ارتكب ما وصفته بأنه خطأ استراتيجي لأنه لم يتوقع قوة رد فعل الغرب.
وأضافت في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) بُثت الأحد “لا ينبغي أن نستمع إلى قرعه طبول الحرب وتهديداته الوهمية. بدلا من ذلك، ما نحتاج له هو الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا ومواصلة دعم الأوكرانيين”.
تهديد مبطن
وجاء أحدث تحذير أميركي في أعقاب تهديد نووي مستتر وجهه يوم الأربعاء الماضي الرئيس فلاديمير بوتن، الذي قال إن روسيا ستستخدم أي أسلحة للدفاع عن أراضيها.
وتحدث وزير الخارجية سيرجي لافروف عن الأمر بشكل مباشر أكثر في مؤتمر صحفي السبت بعد أن ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وردا على سؤال عما إذا كان لدى روسيا مبررات لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن المناطق التي ضمتها من أوكرانيا، قال لافروف إن الأراضي الروسية، بما في ذلك الأراضي “التي ستَرد لاحقا” في الدستور الروسي، “تخضع لحماية الدولة بشكل كامل”.
وتقول أوكرانيا والدول الغربية إن الاستفتاءات على ضم تلك المناطق لروسيا باطلة وتهدف لتبرير الضم وتصعيد العمليات القتالية بعد قرار باستدعاء جزئي لقوات الاحتياط إثر خسائر مُنيت بها موسكو مؤخرا في أرض المعركة.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصادر لم تحددها قولها إن مجلسي البرلمان الروسي قد يناقشان مشاريع قوانين لدمج الأراضي الجديدة بحلول يوم الخميس. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن بوتن قد يلقي كلمة أمام مجلسي البرلمان في جلسة مشتركة استثنائية يوم الجمعة.
وتمثل الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية في المناطق الأربع نحو 15 بالمئة من أوكرانيا، أي بحجم البرتغال. وستضيفها إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بالفعل عام 2014 والتي تعادل مساحة بلجيكا تقريبا.
ولا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على بعض الأراضي في كل منطقة من المناطق الأربع، بما في ذلك حوالي 40 بالمئة من دونيتسك وعاصمة منطقة زابوريجيا. ويدور قتال عنيف على امتداد الجبهة بأكملها لا سيما في شمال دونيتسك وفي خيرسون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن بلاده ستستعيد كل الأراضي التي احتلتها روسيا.
وأضاف عبر تطبيق تيليجرام “سنحرر بالتأكيد بلدنا بالكامل، من خيرسون إلى منطقة لوجانسك، ومن شبه جزيرة القرم إلى منطقة دونيتسك“.