وأشارت الوثائق إلى أنه بعد شهرين من تولي الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان منصبه (1981-1989)، أخبر ريتشارد بايبس، مدير مجلس الأمن القومي لشؤون أوروبا الشرقية والسوفياتية، أحد المراسلين أن “القادة السوفييت عليهم الاختيار بين تغيير نظامهم الشيوعي بشكل سلمي في الاتجاه الذي يتبعه الغرب أو الذهاب إلى الحرب”.
وخلال جلسة ثانية بعد ثلاثة أشهر، سأل السناتور كليبورن بيل من رود آيلاند، يوجين روستو، مرشح ريغان لرئاسة وكالة الحد من الأسلحة ونزع السلاح الأميركية، عما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجو من حرب نووية شاملة.
فأجاب روستو: “إن الجنس البشري مرن للغاية… تشير بعض التقديرات إلى أنه سيكون هناك 10 ملايين ضحية من جهة و100 مليون من جهة أخرى. ولكن هذا ليس كل السكان”.
وفي عام 1982، قال توماس جونز، نائب وكيل وزارة الدفاع الأميركية للقوات النووية الاستراتيجية، لمراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز روبرت شير، إن الولايات المتحدة يمكن أن تتعافى من حرب نووية في “سنتين إلى أربع سنوات”، إذا نفذت إجراءات دفاع مدني كافية.
ومما جعل رعب الحرب النووية خطيرا للغاية آنذاك، أن السوفييت كانوا مقتنعين بما فيه الكفاية بمباغتة أميركا أولا، في حال تأكدوا من اتخاذ واشنطن قرارا فعليا بالحرب.
وأكدت مذكرات عسكرية سوفيتية، تم كشف النقاب عنها، أن الغلبة كانت ستكون لمن يشن ضربات نووية ضخمة أولا، إلا أن هذه المذكرات لم تخف المخاطر من ردة الفعل الأميركية.
وعلى الرغم من أن الوثائق السرية لا تشير إلى كيفية تنفيذ الضربة السوفياتية الاستباقية ولا مكانها، فقد رجح خبراء يستهدف السوفييت مواقع أميركية في أوروبا.
ولو حصلت الضربة السوفيتية، فإن أميركا ستكون مضطرة حينها إلى الانتقام بضرب أهداف داخل الاتحاد السوفيتي، وهي خطوة من المؤكد أنها كانت ستؤدي إلى مزيد من التصعيد بين البلدين.
والاحتمال الأكثر إثارة للخوف هو أن السوفييت ربما قرروا شن ضربة أولى ضخمة ضد الأراضي الأميركية، ضربة كانت ستستهدف القوات النووية الاستراتيجية الأميركية وكذلك القيادة السياسية والعسكرية للبلاد.
ولحسن الحظ، لم يؤد الخوف من حرب عام 1983 إلى حرب نووية، لكن الخطر كان حقيقيًا، بحسب التقييم الذي رفع عنه السرية في أواخر عام 2015، والذي أضاف الكثير من التفاصيل التي تساعد على فهم هذه الحلقة المخيفة من الحرب الباردة.
ومازال الباحثون ينتظرون رفع السرية عن تقييم المخابرات البريطانية لعام 1984 حول هذا الموضوع، فيما لا تزال الوثائق الروسية التي قد تسلط الضوء عليه، قيد السرية.