كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية عن مقر إدارة عمليات تسليح أوكرانيا المسؤول عن التواصل مع كييف ومعرفة احتياجاتها، وكذلك وضع خطوط السير والتوقيتات للشحنات وتأمين وصولها.
وتسمى الكتيبة المسؤولة عن المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا بـ”العباءة والخنجر“، وتشمل أكثر من 100 جندي من 15 دولة متمركزين بقاعدة “باتش باراكس” في مدينة شتوتغارت داخل غرفة واسعة بمبنى قديم يعود إلى الحرب العالمية الثانية جنوب ألمانيا، وتم تأسيسها في نهاية فبراير الماضي وسط سياج كبير من السرية.
ونقلت الصحيفة عن أكبر ضابط بريطاني مسؤول في المهمة التي وصفتها بـ”شديدة الحساسية”، العميد كريس كينغ، قوله إنه “لا يمكن أن يكون الخطر أكبر مما عليه الآن، أشعر أنه إذا لم نبذل قصارى جهدنا، سنزرع بذور الصراع المستقبلي.. إنها لحظة متعلقة بالأجيال القادمة”.
وأضاف “إما أن نساعد أوكرانيا في القتال أو نقبل بأننا لسنا طرفا، لكن خلال السنوات القليلة القادمة، سنقاتل في مكان آخر، نخطط للبقاء لسنوات مقبلة”، معربا عن اعتقاده بأن الحرب في أوكرانيا، “لن تنتهي بسرعة”.
ماذا يفعلون؟
داخل مركز تنسيق التبرعات الدولية التابع للقيادة الأوروبية (IDCC)، يجلس الجنود والبحارة والطيارون والنساء الذين يشكلون الفريق في مجموعات حول شاشات حواسيب تعرض رسوما بيانية معقدة، أو يتواصلون باستخدام هواتف آمنة، في حال حاولت موسكو التنصت.
وفي منتصف الغرفة، هناك شاشة تلفاز كبيرة تستخدم في اجتماع يعقد يوميا الساعة 11 صباحا مع الدول الشريكة بشتى أنحاء العالم، يشارك فيه جنرال أوكراني أٌعيد إلى الخدمة بعد التقاعد من أجل الحرب.
ويعتمد أفراد الفريق على قاعدة بيانات مشتركة، حيث تولي أوكرانيا تحديد الأولويات وفق متطلباتها العسكرية، فيما يمكن للدول الأخرى اختيار الأسلحة التي يمكنها تقديمها، كما توجد خلية عمليات تتابع حركات الأسلحة وتتعامل مع المعلومات الاستخباراتية التي يمكن مشاركتها بين حلفاء محددين فقط.
كيف تصل الأسلحة؟
ويعمل الفريق ليلا ونهارا لتحديد الثغرات وتوزيع الأسلحة إلى أوروبا الشرقية عبر الموانئ، والمركبات، والقطارات، والطائرات، ويستخدمون العديد من الطرق شديدة السرية مباشرة إلى أوكرانيا كإجراء طارئ في حالة قطع طريق أو أكثر، وبمجرد عبور الحدود تصل الأسلحة إلى أيدي أوكرانيا.
ونقلت عن “كينغ” أنه حتى أكبر القادة العسكريين الأميركيين والبريطانيين لا يعرفون المسارات المحددة التي يتم العبور إلى داخل البلاد، وسط مخاوف من احتمال استهداف الأسلحة، مضيفا: “يجب علينا، بالطبع، الحفاظ على ما نفعله آمنا وسريا قدر الإمكان لذا لا نحدد ما نفعله وأين”.
جاءت فكرة تأسيس المركز بعد يومين من توغل الدبابات الروسية عبر الحدود إلى أوكرانيا في 24 فبراير، حيث تم إرسال كينغ ورجاله إلى ألمانيا، وفي البداية، كان هناك فريقان يعملان بالقاعدة العسكرية الأميركية مترامية الأطراف في شتوتغارت، وبعدها بشهر، قررت دول أوروبية الانضمام.
4 منافذ حدودية
وحول كيفية وصول الأسلحة لأوكرانيا، قال المحلل الكندي المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية، ميتشل بيلفر، إن أوكرانيا تتلقى معظم أسلحتها عبر السكك الحديدية من أراضي بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا.
وأضاف بيلفر، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “القناة الرئيسية لا تزال هي بولندا وإلى حد أقل سلوفاكيا. من المهم ملاحظة أن جمهورية التشيك هي واحدة من أكبر موردي الذخائر الصغيرة لأوكرانيا، وبالنظر إلى العلاقة بين جمهورية التشيك وسلوفاكيا، يمكن افتراض أن معظم هؤلاء يسافرون برا، عبر السكك الحديدية، من جمهورية التشيك إلى أوكرانيا عبر سلوفاكيا”.
وتابع بيلفر: “لا شك أن الأسلحة التي جاءت من دول الناتو أسهمت في صمود الأوكرانيين. بدون الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة المضادة للدبابات، كانت ستتقدم روسيا بشكل واسع ضد الجيش الأوكراني وكذلك ضد مدنها ومدنييها”.
ومنذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضي، تلقت أوكرانيا شحنات مساعدات عسكرية متنوعة من الغرب، تشمل صواريخ مضادة للدبابات وبطاريات دفاع جوي وأسلحة أخرى ثقيلة وخفيفة.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن “نحو 20 بلدا معظمها أعضاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، تقوم بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا لمحاربة الروس وتسليح الجيش والمقاومة”.
ويخضع المجال الجوي فوق أوكرانيا حاليا لسيطرة الطائرات المقاتلة الروسية التي يمكن أن تعترض الشحنات عن طريق الضربات الجوية والضربات الصاروخية، مما خلق بعض الصعوبات في توصيل الشحنات العسكرية إلى أوكرانيا.