وقال أوستن للصحفيين في طوكيو “أعتقد أنّ هذا أمر مؤسف”، محذّراً من أنّه بعد “عمليات الاعتراض الاستفزازية” التي نفّذتها مقاتلات حربية صينية مؤخّراً، زاد قلقه من احتمال وقوع حادث “قد يخرج سريعاً عن السيطرة”، وفقا لما ذكرته فرانس برس.
وكان البنتاغون أعلن الإثنين أنّ بكين رفضت دعوة أميركية لعقد لقاء بين وزيري الدفاع الأميركي والصيني هذا الأسبوع على هامش قمة دفاعية في سنغافورة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر في بيان الإثنين إنّ “جمهورية الصين الشعبية أبلغت الولايات المتحدة برفضها دعوة وجّهناها في مطلع مايو لعقد لقاء هذا الأسبوع في سنغافورة بين الوزير أوستن ووزير الدفاع الوطني الصيني لي شانغ فو”.
واعتبر رايدر أن “عدم وجود رغبة لدى جمهورية الصين الشعبية بالانخراط في محادثات عسكرية هادفة أمر مقلق لكنه لن يضعف التزام وزارة الدفاع بالسعي لفتح خطوط التواصل مع جيش التحرير الشعبي“.
من جهتها، اكتفت بكين بالقول على لسان متحدّثة باسمها إنّ “الولايات المتّحدة تعرف جليّاً سبب الصعوبات الموجودة حالياً في الاتصالات العسكرية”.
وتوقّف أوستن في طوكيو في زيارة قصيرة في طريقه إلى سنغافورة، وقال للصحفيين “لقد سمعوني أتحدّث مرّات عدّة عن أهمية الدول التي تتمتّع بقدرات كبيرة، وضرورة أن تتحدّث مع بعضها البعض حتى تتمكّن من إدارة الأزمات ومنع الأمور من الخروج عن نطاق السيطرة من دون داع”.
وأضاف أنّ “عمليات الاعتراض الاستفزازية الأخيرة لطائراتنا وطائرات حلفائنا” من قبل الصين “مقلقة للغاية”.
وتابع “نأمل أن يغيّروا أفعالهم، لكن بما أنّهم لم يفعلوا ذلك بعد، فأنا قلق بشأن وقوع حادث في وقت ما يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة جداً”.
وفي وقت سابق أيضا، وصف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع رفض تلبية الدعوة بأنه “الأحدث في سلسلة من الأعذار”، وقال إن الصين، اعتبارا من العام 2021 “إما رفضت أو لم تردّ على أكثر من 12 طلبا لوزارة الدفاع من أجل تواصل بين القيادتين، وعلى طلبات عدة من أجل حوارات دائمة، وعلى نحو 10 طلبات تواصل على مستوى فرق العمل”.
وفرضت الإدارة الأميركية عقوبات على لي شانغ فو في العام 2018 بسبب شرائه أسلحة روسية، لكن البنتاغون يؤكد أن هذا الأمر لا يحول دون تعاطي أوستن رسميا معه.
والثلاثاء أعلن الجيش الأميركي أنّ طياراً حربياً صينياً قام “بمناورة عدوانية غير مبرّرة” الجمعة بالقرب من طائرة استطلاع عسكرية أميركية كانت تحلّق فوق بحر الصين الجنوبي.
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت طائرة مقاتلة تمرّ أمام طائرة أميركية تهتزّ بفعل الاضطرابات الناجمة عن مرور المقاتلة الصينية.
وردّت الصين الأربعاء باتّهام الولايات المتحدة بالقيام بـ “مناورات استفزازية وخطرة”، مؤكّدة أنّ طائرة الاستطلاع الأميركية “توغّلت عمداً في منطقة التدريب التابعة لنا”.
وتأتي هذه الأحداث في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر بين بكين وواشنطن على خلفية قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية مطلع العام.