وقال زعيم المنطقة الانفصالية أناتولي بيبيلوف، في بيان، الأربعاء، إن المنطقة “ستبدأ عملية قانونية لتصبح جزءا من روسيا”.

وبحسب مراقبين، فإن هذا القرار من شأنه تجديد الأزمة بين روسيا وجورجيا ويعيد للأذهان الحرب بينهما في عام 2008.

تنظيم استفتاء للانضمام

وعقب إعلان أناتولي بيبيلوف طلب الوحدة مع روسيا، أعلن برلمان أوسيتيا الجنوبية، أنه سينظم استفتاء على الانضمام إلى موسكو في أقرب وقت.

وردّ أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قائلًا: “لا يوجد أي عائق قانوني أمام انضمام أوسيتيا الجنوبية إلى روسيا، وأن التشريعات الروسية تتضمن إجراءات ضرورية لذلك”.

ويضيف كليموف: “كل ما هو مطلوب لتحقيق حلم الشعب الأوسيتي هو إعرابه عن إرادته عبر استفتاء شعبي ينظّمه”، بحسب وكالة “تاس” الروسية.

رد أميركي

وردّت الخارجية الأميركية، الجمعة، بأن الولايات المتحدة لن تعترف بانضمام أوسيتيا الجنوبية إلى روسيا في حال حدث، مؤكدة أنها تعتبرها جزءا من أراضي جورجيا.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن “أجهزة السلطة المحلية أو روسيا لا تمتلك الصلاحيات لتقرير مصير أوسيتيا الجنوبية التي تعتبر جزءا من جورجيا”.

وأضاف أن بلاده لن تعترف “بمحاولات روسيا لتقسيم الأراضي السيادية لجورجيا”، مشيرا إلى أن واشنطن قد رفضت الاعتراف بانضمام القرم لروسيا وإعلان استقلال دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.

أما موسكو فقالت: “نحترم رأى شعب أوسيتيا الجنوبية لكننا لم نتخذ أي إجراء بشأن استفتاء الانضمام لروسيا”.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن “الكرملين يعتبر فكرة إجراء استفتاء في أوسيتيا الجنوبية بشأن انضمامها لروسيا تعبيرا عن رأي شعبي”، بحسب وكالة “تاس” الروسية.

ومعلقا يقول الخبير العسكري الروسي أندريه أوليسكي، إن “جورجيا يبدو أنها تتفهم موقف روسيا حيال الحرب في أوكرانيا، لذا امتنعت عن فرض العقوبات”، وفق قوله، مؤكدا أن “حرب 2008 في جورجيا جاءت بعد تدخل تبلّيسي في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وقصف قوات حفظ السلام الروسية، مما جعل الجيش الروسي يتدخل لإجبار جورجيا على السلم”.

ويضيف لـ”سكاي نيوز عربية”: “هناك تحسن في العلاقات بين البلدين، لأن جورجيا وروسيا تربطهما علاقات تاريخية وجذور ممتدة بين الشعبين”، مضيفا: “يبدو أن تجربة الاتحاد السوفيتي وبقاء البلدين تحت مظلته لمدة 70 عاما ما زالت لها آثارها الإيجابية وتؤثر على حاضر البلدين”.

قصة أوستيتا

وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا منطقتان في القوقاز انفصلتا عن جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة.

ولا تحظى المنطقة وأبخازيا بأي شرعية دولية، كما تصر جورجيا على أنهما جزآن من أراضيها، ويشاطرها في الموقف الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ولا تعترف الأمم المتحدة بالبلدين.

وتاريخيا فقصتها تعود لعام 1978، حينما استولت روسيا على أوسيتيا كاملة، وتم تقسيمها بعد الثورة البلشفية عام 1917 إلى كيانين، ألحق الشمالي بروسيا والجنوبي بجورجيا.

وفي عام 1991، انفصلت أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، في خطوةٍ لم تعتد بها جورجيا، وهو الحال نفسه مع أبخازيا.

واعترفت روسيا باستقلالهما في أغسطس 2008 بعد حرب خاطفة بين تبليسي وموسكو، ومنذ هذا النزاع تتمركز قوات روسية بشكل دائم في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

دعم روسيا في حرب أوكرانيا

وفي خضم العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا، أرسلت سلطات أوسيتيا الجنوبية، السبت الماضي، مجموعة من العسكريين للمشاركة في القتال.

ونشر زعيم أوسيتيا الجنوبية، أناتولي بيبيلوف، مقطع فيديو يظهر رتلا من حافلات ومركبات تقل عسكريين يتوجهون إلى أوكرانيا.

وذكر بيبيلوف، أن هؤلاء العسكريين “يدركون جيدًا أنهم يتوجهون للدفاع عن روسيا وعن أوسيتيا، للقضاء على الفاشية؛ لمنع ظهورها ضد وطننا”.

skynewsarabia.com