وجاء قرار البرلمان الأوكراني بعد أيام من إعلان الرئيسة السلوفاكية، سوزانا شابوتوفا، لأول مرة بشكل رسمي انضمام 7 مواطنين من بلادها للمشاركة في الحرب بجانب كييف إلى جانب الجيش.
توقيت القرار
منذ بداية الحرب في فبراير الماضي، طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أبناء القارة الأوروبية بمساعدة جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية، حيث قال: “أي شخص يرغب في الانضمام للدفاع عن أوكرانيا وأوروبا والعالم، يمكنه أن يأتي ويقاتل إلى جانب الأوكرانيين”.
يقول لمايكولا بيليسكوف، الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إنه منذ اندلاع الحرب الروسية بدأت موجات عديدة بالفعل من الوصول للقتال بجانب القوات الأوكرانية ومنع ما وصفه بـ”العدوان الروسي” على أراضيهم.
وأضاف الباحث، في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن قرار البرلمان الأخير وافق عليه 321 من أصل 450 نائبا في البرلمان، وتوقيته له العديد من الدلالات.
- القانون الجديد يقنن وضع المقاتلين الأجانب في صفوف كتيبة “آزوف”.
- بداية لمزيد من موجات الالتحاق الأجانب في صفوف القوات الأوكرانية.
- التمهيد لحرب طويلة الأمد مع روسيا التي ما زالت تصر على استمرارها.
وتوقع بيليسكوف أن يساهم هذا القرار في تشجيع مواطني أوروبا على الالتحاق بالجيش، لأنه يضفي الشرعية على ذلك، وكانت البداية من سلوفاكيا، وسيعلن خلال الأيام القادمة المزيد من المقاتلين في صفوف الجيش الأوكراني، فهذا القرار بمثابة تعبئة عامة لقوات خارجية.
دور “المرتزقة”
“قرار يُزيد من حدة ومدة الصراع” هكذا وصف ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، خطوة برلمان كييف الأخيرة الخاصة بالمقاتلين الأجانب، مؤكدًا أن هذا القرار يُعد سلسلة مما وصفها بـ”استفزازات نظام كييف ومحاولتها بشتى الطرق الدفع بالغرب ومواطنيه في مواجهة مباشرة مع روسيا”.
وأضاف ألكسندر أرتاماتوف، في حديثه إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، أن إشراك المرتزقة في أوكرانيا بدأت ذروته، منذ أكتوبر الماضي، بالفعل حيث رصد كما وثقته المخابرات الروسية مشاركة 1853 مقاتلا من بولندا، و605 مقاتلا من كندا، و544 من الولايات المتحدة، و504 من رومانيا، و429 من بريطانيا، فيما شارك 208 مقاتلا من بيلاروس، ومن فرنسا 185 مقاتلا.
وأوضح المحلل العسكري الروسي، أن استقطاب وتوظيف “المرتزقة” في أي صراع يتحول إلى وقود يؤججه ويطيل أمده، وهو ما شهدته بالفعل عدة دول في العالم مثل أفغانستان والعراق وسوريا؛ متهما واشنطن والغرب بالمساعدة في ذلك من خلال:
- أوروبا تجاهلت دعوة أوكرانيا الصريحة لجلب مرتزقة بل وتقنين ذلك.
- وجود تسهيلات كثيرة في أوروبا وبولندا لنقل المرتزقة إلى الأراضي الأوكرانية.
- تحاول واشنطن تصوير أن خطوة أوكرانيا مشروعة للدفاع عن النفس.
وأكد ألكسندر أرتاماتوف أن واشنطن قدمت دعما بالمال والسلاح لا يخفى على أحد بل وقامت بتدريب مجندين جدد في الجيش الأوكراني، وتعاقدت مع شركات أمن خاصة وأرسلت أعدادا كبيرة من المقاتلين قد تصل إلى الآلاف، وأصدرت بعض الدول الأوروبية ودول البلطيق – مثل ليتوانيا ولاتفيا – إجراءات قانونية طارئة تسمح للأفراد بالانضمام كمقاتلين في صفوف أوكرانيا.
وأشار المحلل العسكري الروسي، إلى فشل أوكرانيا في اختبار المقاتلين الأجانب، خلال الساعات، الماضية لاقتحام سوليدار التي استعادها الروس، مؤخرا، والتي تعد من أكثر النقط استخداما للمقاتلين الأجانب، من جانب كييف خلال الأشهر الماضية من العملية العسكرية.