ونشر مدير مكتب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في موسكو ماكس سيدون فيديو عملية التبادل، على حسابه بموقع “تويتر”.
وشملت العملية تريفور ريد، الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، والمواطن الروسي كونستانتين ياروشينكو.
ونشرت الفيديو أيضا حساب صحيفة “ديلي صباح” التركية الموالية للحكومة، وما يؤكد صحة الفيديو أن ريد كان يرتدي الملابس ذاتها التي ظهر فيها أثناء صعوده على متن طائرة صغيرة في مطار روسي.
وبدأ الفيديو بلقطة خروج ياروشينكو من طائرة صغيرة، وكان معه أشخاص جرت عملية إخفاء وجوههم، ويبدو أنهم من عناصر الأمن الأميركي أو التركي.
وفي لقطة تالية، شوهد ريد، وهو يسير رفقة عدد من الأشخاص، الذين يرجح أنهم من الأمن الروسي أو التركي.
وأخيرا، جرت عمليات التبادل حيث تقدم الاثنان ومعهم عناصر الأمن وظهروا في مكان واحد، وصعد كل واحد منهما على متن الطائرة التي أعادته إلى بلاده حرا بعد سنوات من السجن.
وبدا مشهد تبادل السجناء وكأنه فيلم سينمائي يذكر بتبادل الرهائن بين العصابات.
ويرى البعض أن تنفيذ عملية تبادل السجناء بهذه الطريقة، يعكس انعدام الثقة إلى حد كبير بين الدولتين، فالواحدة منهما لم تطمئن إلا بعدما شاهدت مواطنها وتأكدت من هويته قبل أن تطلق ما في يدها.
وفي السابق، جرت عمليات تبادل سجناء بين الدول، ولم يشترط في كثير منها أن تتم في المكان نفسه.
ومع ذلك، تقول وكالة “أسوشيتد برس” إن الصفقة كانت استثنائية للغاية لأنها جاءت بالتزامن مع الحرب الروسية في أوكرانيا، التي أوصلت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
ولم يحدد المسؤولون مكان عملية التبادل، إلا أنه في الساعات التي سبقت ذلك ، حدد متعقبو الرحلات التجارية طائرة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي متجهة إلى أنقرة بتركيا، وفق “أسوشيتد برس”.
وتقول موسكو إن ريد اعتدى على ضابط أثناء قيام القوات بنقله إلى مركز للشرطة بعد أن كان ثملا، وحكم عليه بالسجن 9 سنوات تؤكد بلاده أنه “سجن ظلما”.
في المقابل، تقول واشنطن إن ياروشينكو يقضي عقوبة السجن 20 عاما في ولاية كونيتيكت بتهمة التآمر لتهريب كوكايين إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد إلقاء القبض عليه في ليبيريا عام 2010، وتسليمه إلى الولايات المتحدة لاحقا.
وسعت روسيا إلى استعادت مواطنها طوال سنوات، بينما رفضت أيضا مناشدات من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بالإفراج عن ريد، الذي كان يقترب من يومه الألف في السجن، وتدهورت حالته الصحية أخيرا، كما تقول عائلته.
وتعليقا على العملية، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن المفاوضات التي أدت إلى الإفراج عن الجندي السابق في البحرية الأميركية تريفور ريد المسجون في روسيا مقابل سجين روسي في أميركا تطلبت “قرارات صعبة”.
وقال بايدن، وفق وكالة “فرانس برس”: “المفاوضات التي سمحت لنا بإعادة تريفور إلى الوطن تطلبت قرارات صعبة لا استخف بها”.
وأضاف: “عودته الآمنة شهادة على الأولوية التي توليها إدارتي لإعادة أميركيين محتجزين رهائن ومعتقلين ظلما في الخارج، إلى الوطن”.