وتقاسي بلدة سببا الصغيرة في ياغا القريبة من حدود النيجر، من حصار مجموعة إرهابية لها منذ يوليو الماضي، حيث يعيش هناك 30 ألف شخص.
ووفق تقارير محلية، فإن سكان البلدة يتغذون على أوراق الأشجار بسبب نقص الطعام ونفاد مخزون الغذاء.
و”ياغا” هي إحدى المحافظات الأربع لولاية الساحل شمالي بوركينا فاسو، والتي تضم أودالان وسينو وسوم وياغا؛ ومما ساعد على انتشار الإرهابيين فيها أن الوضع الأمني لم يكن جيدًا منذ عام 2018 فيها، إضافة لعدم وجود شبكة هاتفية.
خطورة الحصار
- الحصار في ياغا وسوم وسيطرة الإرهابيين على الطرق يمنعان الناس من الوصول لمصادر دخلهم، مثل بيع الماشية والعمل في الحقول، إضافة إلى توقف خدمات النقل.
- يزيد خطر النزوح.
- عجز جهات الإغاثة عن الوصول لبعض بلديات مقاطعة أودالان، قد يجبر السكان على التسول أو اللجوء للعنف للحصول على الغذاء، حسب شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة.
- وتطالب الشبكة بحراسة عسكرية لإمداد الأسواق الرئيسية في محافظات ولاية الساحل.
مظاهر خطر الإرهاب على بوركينا فاسو:
- في الأسابيع الأخيرة، تواجه بوركينا فاسو هجمات متتالية من جماعة “النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة، وخلايا “داعش الصحراء الكبرى” التابع إلى تنظيم داعش في المنطقة المتاخمة لدولة مالي.
- مع تصاعد الهجمات، أقال رئيس المجلس العسكري، اللفتنانت كولونيل سانداوجو داميبا، قبل أيام، وزير الدفاع أرثيليميه سيمبوريه وتولى المنصب بنفسه.
- رغم أن الجماعات الإرهابية لا تسيطر على أي مدينة كبيرة في بوركينا فاسو فإنها تشكل خطرا كبيرا؛ حيث تستعرض قوتها في المناطق الريفية، خاصة أنه حسب الأرقام الرسمية فإن أكثر من 40% من مساحة البلاد لا تسيطر عليها الدولة.
- في مؤشر على زيادة الحوادث، شهد يوليو 270 عملية إرهابية، أودت بحياة 525 شخصا.
- نتيجة للإرهاب، اضطر 1.9 ملايين شخص لترك منازلهم؛ وهو ما يعرض التماسك الاجتماعي للخطر، وتعطلت 7066 مدرسة و285 مركزًا صحيًّا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “OCHA”.
أهمية ولاية الساحل ببوركينا فاسو
يسلط المحلل السياسي التوغولي محمد مادي غابكاتي، الضوء على أهمية ولاية الساحل شمال البلاد للإرهابيين، قائلًا:
- هي مفترق طرق استراتيجي على الحدود مع مالي والنيجر، ومفصولة عن العاصمة واغادوغو ببضع مئات الكيلومترات فقط.
- السيطرة عليها يتيح للإرهابيين استخدامها كقاعدة لتنفيذ الهجمات داخل واغادوغو، والتمدد في الدول المجاورة كبنين وتوغو حتى كوت ديفوار.
- عن سبب لجوء الجماعات الإرهابية لحصار البلدات الريفية، فيصفه غابكاتي بأنه فرض لنفوذها على السكان المحليين للاستفراد بالمناطق الحدودية.
الحلول الممكنة
- بوركينا فاسو وشركاؤها تدرك أن مواجهة هذه الجماعات تتطلب استجابة عالمية وليست عسكرية فقط، لكن هذه الاستجابة يجب قبل كل شيء أن تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والمحلية وليس فقط الدينية والأمنية، كما يشرح غابكاتي.
- ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، أن الحل النهائي يعتمد جزئيًّا على استقرار مالي.
- ويلفت أغ إسماعيل في ذلك إلى أن انسحاب مالي من مجموعة دول الساحل الخمس “G5” نزل بمستوى التنسيق بين جيوش هذه الدول ضد الإرهاب، وهو ما ظهر في اهتمام رئيس المجلس العسكري البوركيني بزيارة مالي الأيام الأخيرة لإقناعها بالعودة.
- بجانب ذلك، تنفيذ الحكومة وشركائها لخطط التنمية الفعالة.