وتشمل القمم الثلاث كلا من حلف شمال الأطلسي “الناتو” والاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية، وتعقد تزامنا مع مرور شهر على بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
ويرى مراقبون أن هذه القمم، لا سيما قمة “الناتو” المنعقدة على وقع تنامي صراعات النفوذ والمجالات الحيوية بين الكتلة الأطلسية الغربية وروسيا الآن وربما غدا مع الصين، تحتم بلورة خطط وسياسات لهذه المرحلة الجديدة من الصراع بين كتل وقوى دولية كبرى.
ويرى مدير مركز التفكير السياسي إحسان الشمري أن “أبرز ما سيخرج عن هذه القمم، وفي مقدمها قمة الناتو العاجلة، سيكون غالبا التعهد بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا خاصة في المجال العسكري، وتأكيد وحدة المواقف بين ضفتي الأطلسي، والإعلان عن مرحلة جديدة من التعاون بينهما لمواجهة التحديات المشتركة، وتفعيل دور الحلف وفرض حزم جديدة من العقوبات المشتركة الأوروبية الأميركية على موسكو“.
وأضاف الشمري في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “من البديهي أيضا مطالبة موسكو بوقف الحرب وبالانسحاب من الأراضي الأوكرانية. قد تتم بطبيعة الحال مناقشة فكرة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو والمنظومة الأوروبية. لكن بصفة عامة فإن النتائج لن تسفر عن أي تغيرات دراماتيكية في طبيعة المقاربة الغربية والأطلسية الحالية للحرب في أوكرانيا“.
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والباحث السياسي طارق سارممي إن قمم الناتو والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع “لن تفسر عما قد يغير بشكل عاجل وفوري من إيقاع الأزمة الأوكرانية ومساراتها، لكن الغرب يعوّل ولا شك على إنهاك روسيا واستنزافها عسكريا واقتصاديا من خلال هذه الحرب، وغالبا فإن تكثيف العمل في هذا الاتجاه سيكون هو بوصلة هذه القمم الغربية الأولى مع استبعاد كلي لخيارات التدخل العسكري في أوكرانيا”.
وبيّن سارممي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “ما بعد اندلاع حرب أوكرانيا ليس كما قبله، فنحن حيال جملة تغييرات وتحولات جذرية في التوازنات والاصطفافات الدولية، وفي ميزان القوى العالمي، حيث الكتلة الغربية الأطلسية في مواجهة واسعة وشبه مفتوحة مع روسيا، والأخيرة تدعمها وإن كان بشكل غير مفتوح ومباشر قوى دولية كبرى ذات ثقل كالصين والهند. ولهذا فالكتلة الغربية بجناحيها الأميركي والأوروبي، معنية تماما بذلك وبإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها، وهذا ما يفسر انعقاد هذه القمم دفعة واحدة”.
واختتم سارممي حديثه بالقول: “حتى داخل الكتلة الغربية والأطلسية ثمة تمايزات وتعدد مراكز قوى ومصالح، لا سيما بين الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا ما ظهر جليا من خلال دعوة وزراء الخارجية والدفاع الأوروبيين في بروكسل، لاستحداث ما يشبه نواة جيش أوروبي مستقبلي يكفل أمن أوروبا، وهو ما أثار وإن دون إعلان صريح بذلك الامتعاض في ضفة الأطلسي الأميركية”.
واستبق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ القمة التي تعقد الخميس، بالإعلان عن عزم “الناتو” تعزيز دفاعاته ضد روسيا في خاصرته الشرقية.
وقال ستولتنبرغ: “سيقرر قادة الناتو في قمتهم الخميس تعزيز الموقف الدفاعي بأربع مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، ليرتفع عدد مجموعات القتال المنتشرة إلى 8 مجموعات من البلطيق إلى البحر الأسود“.
وشدد أمين عام الحلف على أن “الناتو” لن يتسامح مع أي هجوم يستهدف سيادة الدول وسلامتها، مؤكدا مواصلة الحلف تقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن التحالف العسكري المؤلف من 30 دولة، بصدد تغيير وضعيته الأمنية في أوروبا بشكل جذري في المستقبل، ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا.