دق العشرات من المزارعين بجماعة بوتفردة بإقليم بني ملال ناقوس خطر العطش الذي بات يهدد ضيعاتهم الفلاحية المتخصصة في إنتاج التفاح وبعض الزراعات المعيشية جراء تضرر “سواقي الري” من عاصفة رعدية كانت مصحوبة بموجة البَرد “التبروري”، تهاطلت على الإقليم مؤخرا.

وذكر مزارعون من منطقة أغبالو نايت إيشو، التابعة للنفوذ الترابي للجماعة ذاتها، أن السيول أتلفت بعض السواقي التي تمد حوالي 60 هكتارا بمياه السقي، وأضرت بمنتوج التفاح، كما ألحقت أضرارا بباقي الأشجار المثمرة الأخرى والزراعات المعيشية التي تحقق اكتفاء ذاتيا للعشرات من الأسر القاطنة بالمنطقة.

وأفاد علي أخباش، وهو مهندس دولة من منطقة بوتفردة، بأن “الأمطار الرعدية جرفت حاجزا للمياه على مستوى منطقة تخرخدات، كانت الساكنة قد شيدته بالوادي من أجل توجيه جزء من مياهه لسقي الضيعات الفلاحية؛ ما تسبب في انقطاع مياه الري على العشرات من المزارعين منذ حوالي 15 يوما”.

وأضاف المتحدث أن “إعادة الوضع إلى حاله بوادي بوتفردة يتطلب معدات وآليات حديثة، يصعب على السكان توفيرها على الأقل في الوقت الحالي، حيث باتت بوادر العطش تتطلب الإسراع بإنجاز هذا السد المائي قبل بوار الضيعات الفلاحية.

من جانبه، كشف امحمد أوخياط الملقب بسيدي، رئيس جمعية أرباب التفاح بمنطقة اغبالو نايت إيشو، أن “انجراف هذا الحاجز الصخري في هذه الفترة بالضبط من الموسم الفلاحي من شأنه أن يؤثر كثيرا على محصول التفاح، خاصة لدى المزارعين الذين لا يتوفرون على آبار للسقي، الموجودين بكثرة بالمنطقة.

وطالب أوخياط الجهات المختصة بالتدخل العاجل من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، وإعادة النظر في قنوات تصريف مياه الأمطار التي يتم حاليا بناؤها على مستوى مقطع طرقي يؤدي الى منطقة أوجكال السياحية، والتي كانت سببا في إعادة توجيه مياه السيول نحو الضيعات الزراعية، جراء صغر حجمها؛ ما تسبب في خسائر مختلفة.

وسجل رئيس جمعية أرباب التفاح بمنطقة اغبالو نايت إيشو تضرر سدود السواقي والآبار من العاصفة الرعدية وعدد من المنتجات الفلاحية الأخرى؛ من ضمنها البطاطس والشعير والتفاح والقمح والبصل وباقي الزراعات المعيشية، فضلا عن أوراق الأشجار المثمرة وأغصانها بفعل “التبروري”، مما سيؤثر على محصولها خلال هذا الموسم.

وأفاد مزارعون بأن الأمطار الرعدية الأخيرة، التي تهاطلت على المنطقة منذ حوالي 11 يوما، أغرقت مجموعة من الحقول والضيعات، خاصة تلك التي توجد قرب مجرى الوادي، وأتلفت أحواض السقي، كما أضرت بالتفاح ومحت معالم الحدود ما بين بعض الضعيات الفلاحية.

وفي معرض تعليقه على الموضوع، أوضح زايد كمان، رئيس جماعة بوتفردة، أن الجماعة تحاول وفق إمكانياتها توفير عدد من المعدات والآليات لإعادة بناء الحاجز المائي المذكور، على الرغم من أن ذلك يبقى غير كاف؛ ما يستدعي، حسبه، برمجة هذا المطلب في إطار مشروع.

ومن جهته، أكد محمد أقلمون، المدير الإقليمي للفلاحة ببني ملال، أن سلسلة التفاح تلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما في بمنطقة أغبالو نايت إيشو، وتعتبر مصدرا أساسيا للدخل بالنسبة إلى مجموعة كبيرة من صغار ومتوسطي الفلاحين، وتوفر نشاطا فلاحيا متميزا؛ ما يفسر الاهتمام المتواصل لكافة المتدخلين بالقطاع.

وأوضح المدير الإقليمي للفلاحة ببني ملال لهسبريس أنه زار المنطقة مباشرة بعد العاصفة الرعدية، وأطلع على الحاجز المائي الذي جرفته السيول الرعدية، وعما اعتبره المزارعون أضرارا جسيمة، مشيرا إلى أنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق.

وأكد المسؤول الإقليمي ذاته انطلاق برنامج في هذا الإطار من قبل يروم إصلاح السواقي بمنطقة أغبالو نايت إيشو، فضلا عن عمليات صيانة الأشجار والأدوية التي سيستفيد منها المزارعون في وقتها المحدد؛ وذلك للتخفيف من آثار الأضرار التي لحقت منتجاتهم الزراعية، خاصة منها أشجار التفاح.

hespress.com