تمكنت التلميذة آية أكرجوط من التتويج بالميدالية الذهبية وبلقب ملكة الرياضيات الإفريقية، خلال الدورة الثامنة والعشرين من الأولمبياد الإفريقية في الرياضيات “عن بعد” التي احتضنتها الجمهورية التونسية يومي 23 و24 ماي الجاري.

وقد تمكنت التلميذة آية، ذات الـ16 ربيعا والمتحدرة من حي الشهداء بمدينة بني ملال، بهذا التتويج من تحقيق ما كان يراودها منذ صغرها من عشق للمعادلات الصعبة وأساسيات الجبر والهندسة، وفق ما أورده والدها عدنان أكرجوط، أستاذ مادة الرياضيات في تصريح لهسبريس.

ويحكي الأب أن “آية لم تولد نابغة أو عبقرية أو في ظروف عائلية استثنائية؛ فقد كانت تلميذة عادية، شغفت بحب المنافسات منذ طفولتها، حيث كانت تلح على المشاركة في جميع المسابقات الخاصة بمادة الرياضيات؛ ما جعلها تتفوق في هذه المادة، إلى جانب مادتي الفيزياء والكيمياء”.

ويكمل والد التلميذة المتوجة بالميدالية الذهبية وبلقب ملكة الرياضيات الإفريقية: “كانت آية، منذ صغرها، تهتم بالمنافسات. وطيلة مشوارها الدراسي، كنت أحرص شخصيا على تشجيعها ومساندتها، خاصة فيما يتعلق بالعلوم الفيزيائية والرياضيات؛ ما جعلها تحتل دوما المراكز الأولى في عدد من المسابقات المحلية، بما فيها المسابقة الوطنية لأولمبياد الرياضيات”.

ومن جانبها، تقول التلميذة آية أكرجوط، التي تدرس الآن بمستوى الثانية باكالوريا، إن “ميولي واهتماماتي بالمنافسات بدأ في الرابعة ابتدائي، حين شاركت في سباق كلميم الرياضي الأول الذي شكل نقطة البداية للعديد من المنافسات، على الرغم من عدم فوزي فيه؛ بما فيها تلك المنافسات التي كان ينظمها والدي، أستاذ الرياضيات، لفائدة التلاميذ بمدينة كلميم”.

وتمكنت التلميذة آية أكرجوط، ممثلة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة، خلال شهر شتنبر 2020، من الحصول على ميزة شرفية في الترتيب العام لفعاليات الأولمبياد الدولية في الرياضيات، وكذا على “ميدالية مرزخاني”، وهي واحدة من الميداليات الخمس التي تمنحها اللجنة الدولية للفتاة التي تحصل على المرتبة الأولى على صعيد القارة التي تنتمي إليها.

وأحرزت التلميذة المتحدرة من حي الشهداء بمدينة بني ملال على الميدالية الذهبية في الدورة الثانية للأولمبياد العربية في الرياضيات التي نُظمت عن بُعد، تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واللجنة التنظيمية المحلية بالقاهرة – جمهورية مصر العربية، خلال الفترة الممتدة بين 25 و26 دجنبر الماضي، بعد حصول المنتخب الوطني على ميدالية ذهبية وفضيتين وبرونزية.

وعن مشاركتها ضمن الفريق الوطني المغربي، يقول عدنان أكرجوط، إن ابنته “بمجرد ما استقرت بمدينة بني ملال سعت إلى الالتحاق بالفريق؛ وذلك عندما كانت تلميذة بالجذع المشترك بثانوية محمد الخامس التقنية، خلال إقصائيات أجريت على المستوى الوطني في آخر السنة الدراسية، حيث تم اختيار 50 مترشحا ومترشحة من المتفوقين في العلوم والرياضيات، من ضمنهم آية”.

وجراء تأهلها، استفادت آية من مخيم جمعية رياضيات المغرب، الخاص بتكوين الشباب المتفوقين في الرياضيات، ليمثلوا المغرب في المحافل الدولية الخاصة بمسابقات الرياضيات؛ وذلك بمشاركة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يضيف المتحدث.

واستطاعت آية، بعد حوالي نصف شهر من التكوين، أن تحتل المركز الأول بين فئة الفتيات المشاركات في المخيم، ليتم استدعاؤها من لدن الفريق الوطني المغربي، لتكون ضمن الإقصائيات الخاصة بالأولى باكالوريا والتي تفوقت فيها للمرة الثانية على التوالي.

وتطمح التلميذة آية أكرجوط، التي تهدي هذا التتويج إلى الملك محمد السادس وإلى كافة أساتذة وأطر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة وإلى كل من ساهم في هذا الاستحقاق فضلا عن أفراد أسرتها، إلى الحصول على منحة دراسية لاستكمال مسيرتها العلمية بالأقسام التحضيرية، بعد حصولها على شهادة الباكالوريا 2021.

hespress.com