أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، أن السلطات الصحية ببلادنا تولي اهتماما كبيراً بصحّة المراهقين والشّباب قصد إدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال إرساء استجابة متعددة الأبعاد عبر مقاربة جهود كلّ المتدخلين لمساعدة هذه الفئة المجتمعية الفتية على الحفاظ على رأس مالها الصحي والمشاركة الفاعلة في دينامية البناء والتنمية التي تشهدها بلادنا وكذا في اتّخاذ القرار. وأفاد خالد آيت الطالب خلال تقديمه لعرض، اليوم الثلاثاء 10 ماي الجاري، حول مساهمة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مجال تأهيل وإدماج الشباب في الحياة الاقتصادية، أمام أعضاء المجموعة الموضوعاتية لتقييم السياسات العمومية المتعلقة بالشباب، بمجلس المستشارين، أنّ الاستثمار في صحة اليافعين والشباب، هو استثمار مربح ذو تكلفة منخفضة وعائد كبير، ويرفع من القيمة المضافة، معتبراً أنه يُمَكَّنُ من تفادي المشاكل الصحية الأنية وضمان نمو جسدي ونفسي سليم كشرط أساسي للإدماج وله وقع إجابي على صحة ونماء الأجيال اللاحقة. وشدد المسؤول الحكومي على أن أهمية الاستثمار في صحة الشباب يُشكل استثماراً كبيراً سواء في الوقاية من خلال نتائجه في تفادي المشاكل الصحية المستقبلية، أو في الدينامية متعددة الأبعاد والقطاعات، مما يتيح تضافر جهود المتدخلين، بالإضافة إلى أنّه كفيل بخلق المزيد من الثروات بحكم أن الصّحّة تُعدّ شرطاً أساسياً لتحسين المردودية ورفع القيمة المضافة وتساهم في تحسين النتائج الدراسية ومحاربة الهدر المدرسي. وأشار إلى أن أهمية هذا الاستثمار ستَبْرُز حينما نَتَمَثّل الوزن الديموغرافي المهم لشريحة المراهقين والشباب ببلادنا، وبالتالي، تظهر الفرصة الكبيرة المتاحة أمامنا لدعم مساهمتها في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، مشيرا إلى أن ثلث السّاكنة ببلادنا من التلاميذ والطلبة – 28% من الّساكنة هم مراهقون (10-14 سنة) – و 46% دون الـ 25 سنة. وأورد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن الشباب يُمَكِّنُ من زيادة العائد الديموغرافي، ويُسهِم كذلك في الحصول على مكاسب اقتصادية إذا تم الاستثمار في مجالات الصحة، التربية، التّشغيل والحكامة، مشددا على أنه بالرغم من كون هذه الفئة هي على العموم بصحة جيدة، إلا أن هذه المرحلة من العمر تتميز بهشاشة مرتفعة بفعل عوامل شخصيه وبيئية متعددة، إذ حسب إحصاءات المنظمة العالمية للصحة، يقول خالد آيت الطالب، تُشكل السلوكيات المتبناة خلال فترة المراهقة خطرا حقيقيا باعتبار أنها غالبا ما تَلْتَصِقُ بالشخص طوال حياته، إضافة إلى أنّ 1/3 من الوفيات و 2/3 من عبء المراضة في مرحلة البلوغ هي ناتجة عن أمراض أو سلوكيات غير صحية تم تَبَنّيها خلال فترة الشباب، كما يَتَحمّل المراهقون 6 % من عبء المراضة، ويموت كل سنة 1,5 مليون مراهق عبر العالم نتيجة أسباب يمكن تفاديها والتي تشكل كلفة باهظة بالنسبة للفرد والمجتمع.