دون الخروج بإجماع ينهي علاقته بما جرى في منطقة الريف خلال السنوات الأولى التي تلت استقلال المغرب، تحديدا أحداث 1958، لم تتمكن ندوة حزب الاستقلال في الموضوع من التوصل إلى قناعات تطفي “نار الاتهامات”.

ورفضت العديد من الفعاليات التاريخية بمنطقة الريف خروج الحزب للحديث عن موضوع حساس في ظرفية الانتخابات وموازاة مع سجالات تقنين زراعة القنب الهندي لأغراض طبية، ما يجعل مجالات الشمال في صلب الاهتمام الانتخابي.

ومنذ ما يقرب السنتين من الزمن، يطرق حزب الاستقلال أبواب عديدة من أجل طي صفحة “أحداث 58″، منها ندوة حزبية عقدها مؤخرا وجلسة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان لتدارس حيثيات الموضوع.

واقع ينكر

نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، اعتبر أن نجاح الحزب على امتداد 25 سنة من الانتخابات في إقليم الحسيمة، “خير دليل على أن الريفيين يدركون جيدا من المتورط في الأحداث”.

وقال مضيان، في تصريح لهسبريس، إن “نقاش حزب الاستقلال يأتي بعد زيارة الأمين العام إلى الإقليم إبان الحراك، ومطالبة الناس بكشف الحقائق حول ما جرى خلال فترة تاريخية مضت”.

وأضاف أنه قبل انعقاد الندوة، جرت اتصالات مع أوجه عديدة عايشت المرحلة، من بينها محمد بنسعيد آيت يدر، “وكلهم نفوا تورط الحزب في تلك الأحداث المؤسفة”.

وأشار مضيان إلى أن “الحزب آنذاك كانت في عمره 7 أشهر، وقيادته معروفة من أوجهها: المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم، والأحداث جاءت لفرملة الحركة الوطنية”.

وأورد النائب عن إقليم الحسيمة أن “الخصوم لا يمكن أن يستغلوا الملف، بحكم أن النخب المغربية تعرف خبايا ما جرى، كل ما في الأمر أن الحزب يحاول تقريب العوام من خلفيات الصراع”.

وأبرز مضيان أن “الأحداث مرت عليها 63 سنة، ولا ضرر للحزب في تقديم الاعتذار إذا ثبت فعلا تورطه في الأحداث، لكن إلى حدود اللحظة لا وجود لدلائل تفيد مسؤولية الاستقلال فيما جرى”.

مسؤولية بارزة

قال محمد بودهان، فاعل أمازيغي باحث في تاريخ الريف، إن “مسؤولية حزب الاستقلال ثابتة في أحداث 1958؛ فالحزب كان هو الدولة في سياق بداية الاستقلال من خلال توليه وزارة الداخلية”.

وأضاف بودهان أن الحزب “كان يقوم بالتحريض الأيديولوجي ضد كل ما هو أمازيغي بصفة عامة، وريفي بصفة خاصة؛ فعلى امتداد سنوات من الزمن، عرف الاستقلال بعدائه الشديد للأمازيغية”.

وأورد بودهان، في تصريح لهسبريس، أن حزب الاستقلال “بدأ يناقش مسؤوليته في الأحداث، كما سجلت الفعاليات تحسنا كبيرا في علاقته بالأمازيغية، وهذا أمر يجب تثمينه”.

واعتبر الفاعل الأمازيغي أن “المواقف الجديدة للحزب يجب أن تلمس عمليا، وذلك من خلال تحركات فريقه البرلماني أو وزرائه في الحكومة، وهذا سيكون دليلا على تغيير المواقف من أمور عديدة”.

hespress.com