أكدت أحزاب المعارضة الثلاثة (التقدم الاشتراكية، والاستقلال، والأصالة والمعاصرة)، في ندوة مشتركة مساء الإثنين، دعمها التام للإجراءات التي اتخذتها الدولة في ردها على استقبال إسبانيا لزعيم ميليشيات جبهة البوليساريو، مطالبة مدريد بتبني موقف واضح إزاء قضية الوحدة الترابية للمغرب.
محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، قال إن الطريقة التي تعاملت بها إسبانيا مع المغرب “مرفوضة”، وزاد موضحا: “لا يمكن أن نقبل أن يكون المغرب تلميذا مجتهدا في محاربة الهجرة السرية، مع التعاون الاقتصادي والأمني، وعندما نأتي إلى ملفات أخرى يتم التعامل معنا بطريقة مختلفة”.
وأردف المتحدث ذاته: “لو قام المغرب باستقبال رئيس إقليم كاطالونيا الذي فرّ من إسبانيا إلى بلجيكا لقامت القيامة”، مشددا على أن المغرب اتخذ موقفا صائبا خلال الأحداث الأخيرة من أجل إحداث تحول في الموقف الملتبس للجارة الشمالية للمملكة في قضية الوحدة الترابية، “على الأقل ليكفوا عن طعننا من الخلف إذا لم هناك اعتراف صريح منهم بوحدتنا الترابية”، وفق تعبيره.
وعبر بنعبد الله عن دعم حزبه، وباقي أحزاب المعارضة، للموقف المغربي إزاء إسبانيا، داعيا إلى تقوية الجبهة الداخلية ورص الصفوف، وذلك من خلال تشكيل جبهة ديمقراطية وإحداث انفراج سياسي، “حتى لا يتم استغلال هذا السلاح من طرف خصومنا”، على حد قوله.
في الإطار ذاته قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن على المغرب أن يعزز ديمقراطيته الداخلية باعتبارها وسيلة فعالة لمواجهة خصومه، مضيفا: “لا بد من انفراج سياسي، ولا داعي لبعض الأمور التي نعيشها، مثل الاعتقالات”.
وأشار وهبي إلى أن المشكل القائم بين المغرب وإسبانيا لا يتعلق بمحاكمة إبراهيم غالي من عدمها، “بل بوجود لوبي قوي داخل الحكومة الإسبانية يقف ضد المغرب بدعم الانفصال في الصحراء المغربية”.
وتابع الفاعل السياسي ذاته: “ينبغي أن نعرف الموقف الحقيقي لإسبانيا مما يقع، لأنه لا يعقل أن تكون أول شريك اقتصادي لمدة ثماني سنوات، وتستفيد من أموال هذه الشراكة، لكنها تعبر عن مواقف سياسية مضادة لنا”، مردفا: “لا نريد أن نخسر إسبانيا كصديق، ولكن عليها أن تكون واضحة للحفاظ على هذه الصداقة”.
من جهته، اعتبر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن التوتر القائم حاليا بين المغرب وإسبانيا لا يعني أن هناك مشكلا عاما مع جميع مكونات النسيج السياسي الإسباني، لافتا إلى أن هناك أصواتا تعارض توجه الحكومة الإسبانية الحالية إزاء المغرب، مثل الحزب الشعبي، الذي اتهم حكومة سانشيز بالمس بالعلاقة الإستراتيجية مع المغرب.
وأضاف بركة أن المغرب ظل يتعامل مع إسبانيا كشريك إستراتيجي، إذ أعطى الملك محمد السادس أوامره عقب الأزمة الخانقة التي شهدتها الجارة الشمالية سنة 2008 بتقوية الشراكة بين الرباط ومدريد على المستوى الاقتصادي، وكذلك على مستويات أخرى، مثل محاربة الهجرة السرية ومحاربة الإرهاب.
وحمّل زعيم حزب الاستقلال رئيس حكومة مدريد المسؤولية عن التوتر الحاصل في العلاقات المغربية الإسبانية، إذ “ضرب الثقة التي كانت تجمعنا، ومسّ بقضية أساسية في وقت غير مقبول”، وفق تعبيره، معتبرا أن استقبال إسبانيا لزعيم ميليشيات البوليساريو كان موقفا عدائيا إزاء المغرب.