سجلت عدد من الأحياء الهامشية على مستوى العاصمة الاقتصادية، خلال فترة الحجر الصحي، العشرات من حالات الاعتداء التي كانت ضحيتها مجموعة من النساء.

وكشفت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، التي تنشط على مستوى الدار البيضاء، أنها سجلت خلال مرحلة الطوارئ الصحية، ولا سميا في فترة الحجر، ما يفوق 700 حالة اعتداء راحت ضحيتها مجموعة من النساء.

ولفت المصدر نفسه إلى كون مركز الاستماع “لالة تاجة”، الذي تم إحداثه بشراكة مع مندوبية التعاون الوطني بالحي الحسني، سجل لوحده في الفترة الممتدة من مارس إلى غاية شهر شتنبر الماضي، ما يناهز 119 حالة اعتداء.

وأكدت الجمعية المذكورة أن النساء في فترة الحجر الصحي وما واكبه من ضغط وضيق ذات اليد، ومشاكل اجتماعية واقتصادية، واضطرار الأسر إلى التعايش في مساحات ضيقة للغاية وفي مساكن تغيب فيها الشروط الدنيا للعيش الكريم، “هن من يدفعن ثمن هذا البؤس وهذا الشقاء، لتصير المعاناة مزدوجة”.

وأشارت الجمعية التي تنشط في مجال حقوق النساء بالدار البيضاء إلى كون انتشار “كوفيد-19” كانت له تداعيات على مناحي الحياة، “انعكست على كل المجالات وتأثرت بها كل مكونات الأسرة والمجتمع، من أطفال ورجال ونساء، وشكل العنف المعضلة الأكبر بكل أشكاله، الجسدي والنفسي، الاقتصادي، القانوني، الجنسي، واعتبرت النساء أكثر عرضة للعنف”.

وقالت بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي: “من خلال ما رصدناه خلال الفترة الممتدة من 20 مارس إلى 30 ماي 2020، لاحظنا صعود أسهم العنف الزوجي بنسبة 69%”، مضيفة أنه “خلال وضعية الحجر الصحي باعتبارها تدبيرا للوقاية من تفشي وباء كوفيد-19 المستجد، والتدابير المتخذة، صارت النساء أمام خطرين: الحجر والعنف؛ إذ إن معظم النساء حرمن من الولوج إلى العدالة بالنظر للتدبير الاحترازي بإغلاق المحاكم والمؤسسات التي يمكنها تلقي الشكايات، وانضاف إلى ذلك منح تصريحات الخروج في أغلب الأحيان للرجل باعتباره رب الأسرة، بل وحتى الوصلات التي تم بثها عبر الإعلام أكدت على ذلك”.

وأردفت المتحدثة، وهي تكشف في تصريح لهسبريس بعض أنواع العنف الذي طال المرأة خلال هذه الفترة، ومنه ما تتعرض له النساء اللواتي يتابعن أزواجهن على النفقة، قائلة: “خلال الحجر لا يحق للاثنين الاستفادة من الدعم، علما أن المرأة هي التي تتحمل النفقة وإلا لما لجأت إلى المحكمة من أجل دعوى النفقة، وهذا العدد قابل للجرد بحكم توفر الملفات والإحصاءات لدى وزارة العدل، زد على هذا الوضع غياب التنفيذ في الأحكام التي صدرت قبل الحجر، مما عرض النساء لوضع أكثر تأزما”.

ولفتت الفاعلة النسائية إلى أن تأثير الحجر الصحي على الوضعية النفسية، من شعور بالقلق وخوف وعدم إحساس بالأمان، “تضاعف لدى النساء بسبب العنف، مما سيرمي بهن في وضعية نفسية مقلقة، وقد رصدنا من خلال الطلبات المتعددة للمتصلات رغبتهن في الدعم النفسي لتحمل ما يعشنه”.

وأشارت مديرة جمعية التحدي إلى أنه “إذا كانت 54,40% من النساء يعانين العنف في الأوضاع العادية، فأكيد أن عددهن سيزداد خلال هذه الفترة المتسمة بتدابير الحجر الصحي”.

ويقدم مركز “لالة تاجة”، الذي تم إحداثه بالحي الحسني، بحسب الجمعية، خدمات الاستماع والدعم النفسي والقانوني للنساء ضحايا العنف، بفضل وحدة متخصصة تضم مساعدات اجتماعية، محامٍ وأخصائية نفسانية، كما يؤمن قسما للتكوين الحرفي وتمكين النساء، ويعمل على خلق وتطوير أنشطة مدرة للدخل، بالإضافة إلى خدمات أخرى تهم على وجه الخصوص الإيواء المستعجل للنساء ضحايا العنف.

hespress.com