أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على ضرورة تقوية الحزب داخليا وتعزيز تماسكه وحسن استعداده لمواجهة التحديات المستقبلية؛ وذلك خلال تقديمه لتقريره السياسي أمام المشاركين في الدورة العادية للمجلس الوطني، والذي تناول من خلاله المستجدات السياسية والتنظيمية.

وتوقف أخنوش، وفق بلاغ للحزب توصلت به هسبريس، عند أهم مراحل مسار الأحرار خلال الأربع سنوات الأخيرة، والتي اتسمت باشتغال مستمر وحضور ميداني دائم، متطرقا إلى مبادرات ومشاريع وبرامج التجمع التي تم إطلاقها والتي تميزت بالاتساق والالتقائية، وغايتها إعادة ثقة المواطن في الفعل والفاعل السياسيين.

وشكل هذا التقرير السياسي المفصل مناسبة لطرح التوجهات العامة لبرنامج الحزب، وكذلك محطة للتقييم الجماعي لحصيلة تدبير الحزب للشأن العام، وطنيا وجهويا ومحليا.

ولقد حظي تقرير الرئيس، يضيف البلاغ، بمناقشة عميقة ومستفيضة، حيث ثمن التجمع الوطني للأحرار عاليا إطلاق الملك محمد السادس للحملة الوطنية المجانية للتلقيح ضد فيروس “كوفيد-19″، والتي تمت من خلال برمجة محكمة ومقاربة إنسانية تعطي الأولوية لكبار السن وفئات الصفوف الأمامية من أطر الصحة والتعليم والأمن.

كما سجل المجلس الوطني باعتزاز البعد الاستباقي لهذه الحملة الوطنية التي تهدف إلى حماية صحة كل المواطنات والمواطنين على السواء وكذا الأجانب المقيمين في المغرب، وتضع المملكة في طليعة الدول المستفيدة من عملية التطعيم على الصعيد القاري، على الرغم من إكراهات ندرة اللقاحات دوليا.

وجدد “الأحرار” إشادته بالإجراءات الاستباقية التي اتخذتها المملكة حرصا على صحة المواطنين منذ ظهور أولى حالات الإصابة بداء “كوفيد-19″، في مارس 2020، بتعليمات الملك محمد السادس، داعيا في الآن ذاته التجمعيين إلى مواصلة مجهوداتهم التحسيسية مع توجيههم إلى احترام التدابير الوقائية، في أفق العودة التدريجية إلى الحياة الاجتماعية واستئناف الأنشطة الاقتصادية.

وارتباطا بالشأن الدبلوماسي، أشاد المجلس الوطني بالدبلوماسية الرزينة والحكيمة للملك، التي توجت بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والتي شكلت نقطة تحول ومدخلا لإيجاد حل سياسي واقعي ودائم للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

وأكد المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل يجسد موقف المغرب الثابت كراعٍ للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكدولة لطالما لعبت أدوار الوساطة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، مع حرصها الدائم على الحفاظ على التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يتطلع إلى العيش في سلم وأمان، في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، في الوقت نفسه الذي تحرص فيه المملكة على الحفاظ على علاقات متينة ومتجذرة مع رعاياها من اليهود ذوي الأصول المغربية.

وعلاقة بالظرفية السوسيو-اقتصادية الصعبة التي يمر منها المغرب، يؤكد “الأحرار” على انخراط وزرائه ومنتخبيه قصد تنزيل وتجويد وتطوير خطة الإقلاع الاقتصادي التي أعطى الملك توجيهاته لتفعيلها، من خلال دعم المقاولات والحفاظ على مناصب الشغل، مشددا على ضرورة إنجاح ورش تعميم الحماية الاجتماعية التي جعلها الحزب في صلب تصوره للسياسات العمومية مستقبلا.

ومن هذا المنطلق، دعا المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار إلى تعزيز الثقة في السوق الوطنية عبر إقرار تحفيزات أكبر لفئة التجار المهنيين والخدماتيين وإطلاق المزيد من البرامج التي تستهدفهم وتوفير المناخ المناسب لاستقرار هذه الأسواق واستعادة عافيتها لتقوم بدورها في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني والتجاوب مع الانتظارات المشروعة لهذه الفئات، “مما سيمكن من إعادة الاستثمار الداخلي وإحداث الطفرة التنموية المرجوة، تماشيا مع الأوراش الملكية الكبرى والتوجيهات السامية لإنعاش الاقتصاد الوطني”.

كما تدارس أعضاء المجلس الوطني الأرضية السياسية المشتركة مع جبهة العمل السياسي الأمازيغي، وأشادوا بهذه “المبادرة المتميزة في مسار العمل والنضال السياسي من داخل الهيئات السياسية، ليخلصوا إلى المصادقة على هذه الأرضية والدعوة إلى جعلها خارطة طريق عمل سياسي مشترك. وقد مكنت هاته المنهجية التواصلية من الإنصات عن قرب لأولويات المغاربة، وتجميع مطالبهم ورسم أولوياتهم”.

وارتباطا بالشأن التنظيمي، أشاد المجلس الوطني بالأداء الاستثنائي الذي ميز مختلف مكونات وهيئات وأجهزة الحزب خلال الأربع سنوات الماضية، كما صادق المجلس على الحسابات السنوية لسنة 2020، منوها بالنجاعة والحكامة التي طبعت تدبير موارد الحزب خلال هذه السنة، كما صادق على ميزانية الحزب لسنة 2021.

وفيما يهم الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، ناقش المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار التوجهات العامة لبرنامج الحزب، والذي يستمد مقوماته من مخرجات الحوار المؤسساتي الواسع والمتواصل منذ أربع سنوات، حيث قام الحزب بثلاث جولات جهوية، علاوة على الجامعات الصيفية للشباب، ولقاءات الهيئات الموازية ومؤتمرات مغاربة العالم في عدد من دول المهجر، وصولا إلى برنامج 100 يوم 100 مدينة.

وتبقى العناوين الكبرى للبرنامج السياسي لـ”الأحرار” مفتوحة على اقتراحات التجمعيين، للإدلاء بأفكارهم وتصورهم للإصلاح السياسي في شتى الميادين؛ وفي مقدمتها : التعليم – الصحة – التشغيل، يضيف البلاغ.

وأكد أعضاء المجلس أن هذه الأفكار والمقترحات لا يمكن تفعليها إلا بفضل الانخراط الجماعي في تجديد المؤسسات المنتخبة؛ مما يستدعي تشجيع الشباب على المشاركة السياسية، وإشراكهم في كل مستويات التدبير، من الجماعات الترابية إلى الحكومة مرورا بالبرلمان.

كما أجمع المتدخلون على ضرورة انتقاء خيرة المرشحين لتمثيل المواطنين في المجالس المنتخبة، منوهين بالاقتراح الذي تقدم به الرئيس والرامي إلى وضع ميثاق شرف بين الحزب ومنتخبيه، يتعهدون من خلاله بالالتزام بخدمة مصالح الوطن والمواطنين، بكل تفان وإخلاص.

وفي الأخير، صادق المجلس الوطني على قرار تفويض صلاحية وحق إقرار التحالفات السياسية والانتخابية لرئيس الحزب، في الانتخابات العامة والترابية المقبلة.

وقد شهدت هذه الدورة حضورا ومشاركة مكثفين لأعضاء المجلس الوطني من جميع الجهات والأقاليم، وتعبئة تنظيمية للمنسقين الإقليميين والجهويين، الذين سهروا على تأمين البث المباشر في أزيد من 20 قاعة من مختلف جهات المملكة إلى المقر المركزي للحزب بالرباط، في جو من النقاش المسؤول والانضباط الدقيق للمساطر التي تؤطر عمليات التصويت على النقط المدرجة في جدول الأعمال، يختم الحزب بلاغه.

hespress.com