يتحدث خبراء ومختصون عن الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة المغربية في إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ فإلى جانب كونها تقدم المساندة الدائمة للشعب الفلسطيني، هناك عدد من اليهود من أصل مغربي إسرائيليون؛ وهو ما يمكن أن يساهم في إقامة وساطة لتهدئة الأوضاع.

الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب برز من خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء الماضي، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، إذ أشاد بلينكن بالدور المغربي من أجل إيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن “المغرب شريك إستراتيجي، وسنعمل معا لإنهاء هذا الصراع”.

وفي هذا الإطار، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، إن اتصال وزير الخارجية الأمريكي بنظيره المغربي يأتي في ظل الأزمة العالمية التي خلفتها الحرب في الأراضي الفلسطينية جراء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، نظرا للدور التاريخي الذي تلعبه المملكة المغربية في القضية الفلسطينية.

وأضاف بلوان في تصريح لهسبريس، أنه يمكن قراءة الاتصال بين وزيري الخارجية الأمريكي والمغربي وفق عدد من النقاط؛ أولاها كون “الولايات المتحدة الأمريكية معنية بإشراك الدول العربية الكبرى في أي مبادرة للتهدئة أو التسوية السياسية للملف الفلسطيني”.

ثانية النقاط التي تحدث عنها الخبير هي كون “الولايات المتحدة تدرك الدور المحوري للمغرب في القضية الفلسطينية باعتبار الملك محمدا السادس هو رئيس لجنة القدس، وباعتبار الأقصى هو مركز الصراع العربي الفلسطيني”.

وقال المتحدث إن “الولايات المتحدة الأمريكية تحاول استثمار العلاقة المتميزة بين المغرب والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ومكونات قطاع غزة، بالإضافة إلى التأثير القوي داخل القدس”.

من جهته شدد تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب كوسيط لحل النزاع، أولا باعتبار الملك رئيس لجنة القدس، وثانيا نظرا للدور الذي يلعبه بوصفه أمير المؤمنين؛ “وهي الصفة التي لا تهم فقط المسلمين بل حتى معتنقي الديانة اليهودية والمسيحية”، أكد الحسيني.

وقال الحسيني، ضمن تصريح لهسبريس، إن الجالية المغربية بإسرائيل يقارب عددها مليون نسمة، ناهيك عن أنها تحتل مناصب مهمة في الحكومة الإسرائيلية تصل إلى عشرة مناصب.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية على أهمية دور المملكة كوسيط في التوصل إلى تسوية عادلة للنزاع، قائلا إنه “على الرغم من ربط علاقات مع إسرائيل والانخراط في اتفاق أبراهام، فإن المملكة ظلت تتشبث بمبادئ أساسية في تسوية النزاع وفق إقامة دولتين، وإقامة دولة فلسطين تتمتع بسيادتها الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية”.

يذكر أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة دخل حيز التنفيذ، في تمام الساعة الثانية من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، بعد تصعيد عسكري استمر بينهما لمدة 11 يوما.

ووافقت إسرائيل وحركتا حماس والجهاد مساء الخميس على وقف لإطلاق النار، بعد جهود مصرية نجحت في إقناع الطرفين بالتهدئة.

hespress.com