الأحد 22 نونبر 2020 – 10:36
متجهة نحو العادة، تستمر أزمة الماء بمدينة أكادير للشهر الثاني تواليا، بعد أن احتفظت السلطات بقرارات توقف المياه على الساعة العاشرة، مع استجابة المواطنين، الذين تبقى شكواهم حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي وصالونات المنازل.
ويضطر العديد من سكان أكادير والنواحي إلى الانسحاب صوب المنازل مبكرا من أجل قضاء الأغراض المرتبطة بالطبخ والتنظيف، قبل إغلاق المياه بشكل نهائي؛ وذلك في إطار تدبير الأزمة الحادة التي كرسها الجفاف والاستغلال المفرط.
ومنذ سنة 2014، تعرف مختلف مناطق الجهة أزمة حادة على مستوى المياه، خلفها توالي سنوات الجفاف وفراغ حقينة السدود التي كانت المزود الرئيسي للسكان بالماء الشروب. ومع الأزمة الحالية تتجدد المطالبة بضرورة تسريع مشاريع تحلية مياه المحيط الأطلسي.
ويطالب السكان بإيجاد طرق تدبير أكثر معقولية للأزمة، والبداية من مجالات الاستهلاك الضخم، مثل الحدائق وملاعب الكولف والفنادق والمسابح، ثم بعدها اتخاذ إجراءات موازية تمس المعيش اليومي للمواطن، وستكون حينها ذات مصداقية.
ويقول توفيق سميدة، فاعل مدني بمنطقة سوس ماسة، إن توقيت وقف التزود بالمياه هو العاشرة، لكن الملاحظ أنه في بعض الأحياء ينقطع قبل هذا التوقيت، فيما في بعضها الآخر يظل التزود قائما، مستغربا هذا التعاطي ودواعيه.
وأضاف سميدة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المساحات الخضراء تستنزف الماء بشكل كبير، رغم القرار العاملي الصادر في فبراير الماضي، وكذا مذكرة وزارة الداخلية سنة 2018، معتبرا القرارات الصادرة في هذا الباب “عقيمة”.
ونبه الفاعل المدني إلى أن أصل المشكل اتضح منذ سنة 2003، وذلك وفق توصيات دراسة أنجزتها مؤسسة ماكينزي، وقال إن ارتباطات القطاع السياحي والفلاحي والطبي بالماء ستخلف أزمة كبيرة، كما طالب بحلول لانقاذ الوضع الراهن.
وتساءل المتحدث خاتما في تصريحه لهسبريس: “أين وصل مشروع تحلية المياه؟ ولماذا كل هذا التأخر في ظل الأزمة؟ وأين مشروع معالجة المياه العادمة؟”، مؤكدا أن العديد من المشاكل تعتري اشتغالات المسؤولين، ومن بينها ضعف الخطط التواصلية.