تتصدر الدار البيضاء قائمة الإصابات بكوفيد 19 بشكل يومي منذ أشهر، وتحظى بحصة الأسد منها، وهو ما يجعل كثيرين يتساءلون عن السبب.

وفي هذا الإطار قال عبد الرحمان لعميري، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والأستاذ بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالدارالبيضاء، إن الأسباب متعددة وكثيرة، ويمكن تلخيصها في كون الأمر يتعلق بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، التي تعتبر من بين أكبر التجمعات الحضرية على المستوى العربي والإفريقي.

وتابع لعميري في تصريح لهسبريس: “هذا الوضع الديموغرافي والحركية التي تشهدها المدينة، خصوصا مع استعمال وسائل التنقل الجماعية، وعدم احترام آليات التباعد والوقاية، ما يجعل إمكانية العدوى جد مرتفعة، وحتى قياسية مقارنة مع باقي المدن على المستوى الوطني”.

ومن ضمن الأسباب التي تجعل المدينة تحظى حسب العميري بحصة الأسد من عدد الإصابات “توفرها على عرض صحي مهم، يتمثل في مجموعة كبيرة من المؤسسات الصحية التي تقوم بالتشخيص والتكفل بالحالات المصابة؛ على مستوى القطاع العام، كمعهد باستور مثلا، الذي إلى البارحة ولوحده أعلن عن عدد جد مهم من التشخيصات المخبرية المباشرة لفيروس كوفيد 19 وصل إلى 200.000 تشخيص، وذلك مع قلة المستلزمات المخبرية، التي في حالة توفرها بشكل كاف يمكن مضاعفة هذا الرقم كما أكد الأستاذ إدريس الحبشي، رئيس قسم الكيمياء التحليلية والتسممات بالمعهد نفسه”، وتابع: “وكذلك القطاع الخاص، حيث رخصت وزارة الصحة للعديد من المختبرات الخاصة القيام بهذه الاختبارات، وبالتالي من الطبيعي تشخيص عدد أكبر من الحالات مقارنة مع باقي المدن”.

وتضاعفت حصيلة إصابات “كورونا” في العاصمة الاقتصادية طيلة الأسابيع الأخيرة، بسبب بروز بؤر سكانية جعلت العدوى تتفشى بين المواطنين، بعدما اقتصرت في بداية الأزمة على المعامل الصناعية فقط؛ الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات الصارمة.

وتعيش الدار البيضاء استنفاراً محليا طيلة الأسابيع الأخيرة، تمثل في إغلاق المقاهي والمحال التجارية على الساعة الثامنة مساءً، والمطاعم على الساعة التاسعة ليلاً، وحظر التجوال الليلي بدءًا من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية الساعة الخامسة صباحا، إلى جانب إغلاق بعض الأسواق الشعبية.

hespress.com