بحثا في ترجمات الخطاب السياسي وما لها من أهمية، وإسهام بعضها في إثارة الصراعات وإباحة العمليات العسكرية، نوقشت أطروحة دكتوراه بالرباط.

تمّ ذلك بقاعة محمد حجي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث ناقش الباحث مراد الخطيبي أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه في شعبة اللغة الإنجليزية في موضوع: “الخطاب السياسي وترجمات ميمري: دراسة من منظوري نظرية الهدف والتحليل النقدي للخطاب”، منحته عنها لجنة المناقشة درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التنويه بجودة الموضوع وبجودة الأطروحة.

أعدت هذه الأطروحة تحت إشراف الأكاديمية يمينة القراط العلام، المديرة السابقة لمركز الدكتوراه بالكلية العضو السابق في لجنة خبراء اليونسكو المخصصة للغات المهددة بالاندثار، كما تكونت اللجنة العلمية من الأكاديمي سعيد كريويد الذي ترأس لجنة المناقشة، والأكاديميين عبد القادر سبيل، نائب عميد كلية الآداب بن مسيك بالبيضاء، ورشيد توهتو، من المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط، وزكريا غاني، من المعهد الجامعي للبحث العلمي.

وقال مراد الخطيبي في تقديمه لأطروحته إن أهمية موضوعها ينبع من أهمية خاصة يوليها لترجمات الخطابات السياسية التي يتم بثها في بعض القنوات العربية، علما أن الخطاب السياسي يعتمد في المقام الأول على اللغة، وعلما أن الترجمة تعتبر نشاطا بالغ التحدي وليست بريئة أبدا.

وأضاف: “لقد جذبت أهمية الخطاب السياسي بشكل عام، والخطاب السياسي العربي بشكل خاص، اهتمام وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية والإذاعة والصحف والمواقع الإلكترونية والمعاهد الدولية البارزة، مثل معهد ميمري (معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط) بواشنطن، ومنتدى الشرق الأوسط”.

وبحث مراد الخطيبي في “ترجمات الخطاب السياسي التي تم إنجازها ونشرها إلكترونيا بواسطة معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط (ميمري)، الذي يقوم بتوفير الخطاب السياسي العربي الأصلي في شكل مقطع فيديو وفي الوقت نفسه ينشر إلكترونيا ترجمة إنجليزية له”.

وفي فصولها الستة، بحثت هذه الأطروحة في أدبيات الخطاب السياسي، ونظرية الترجمة، وأهم الدراسات حول الخطاب السياسي في الترجمة، والقضايا الإبستمولوجية والإيديولوجية للترجمة في الفكر العربي عند مفكرين مثل الجابري والعروي والخطيبي، كما عرض البحث أهم استراتيجيات الترجمة التي اعتمدها معهد ميمري، مع تحليل أهم العمليات أو الآليات المنتمية لمجال الإعلام التي اعتمدها معهد ميمري في الترجمة وأهم خيارات التعدي التي احتوت عليها ترجمات 30 خطابا سياسيا، مع تحليل لأهم الوظائف الإيديولوجية لهذه الترجمات.

ومن خلال استخدام عمليات مثل العنونة والتأطير وإعادة الصياغة وإعادة الوضع في سياق، وبعض الاستراتيجيات مثل الحذف والتفسير والتعديل والترجمة الحرفية، خلصت دراسة مراد الخطيبي إلى أن ترجمات معهد ميمري “لم تكن دقيقة” لأنها “اختارت أن تمثل بشكل أساسي إسرائيل كضحية للإرهاب العربي”.

كما خلصت الدراسة إلى أن معهد ميمري وضع ترجماته ضمن سياسة تحرير/ترجمة “مؤيدة لإسرائيل ومعادية للعرب”؛ لذلك تقول الدراسة إن “ترجمات ميمري لا تفي بالمعايير الدلالية والسياقية لـ “قاعدة الأمانة” و”قاعدة التماسك””.

كما أوضحت الدراسة أن استعمال “ميمري” لبعض التقنيات الأخرى مثل التأطير والعنونة وانتقاء بعض المقاطع لترجمتها، “يلعب دورا مهما في مراقبة جمهور الثقافة الهدف”، و”من حيث التعدي، فأغلب العمليات المستعملة تلقي باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية و”أعداء” آخرين، وتمجد وتثني على العرب والمسلمين”.

وفي ما يخص وظائف هذه الترجمات، فقد خلصت الدراسة إلى أن “هذه الترجمات يمكن أن تثير الصراعات، وتبيح العمليات العسكرية، وتبني الرأي العام عبر الإقناع والتحكم، طالما يتم تصوير العرب والمسلمين بطريقة سلبية، على أنهم راديكاليون وجهاديون وأعداء السلم والتسامح”.

hespress.com