يبدو أن استئناف النشاط السياحي في فنادق المملكة دفع وزارة الصحة إلى التخلي عن تدبير عملية الحجر الصحي للأطر الطبية العاملة في وحدات “كوفيد 19″، بعد انقضاء فترة عملهم داخل هذه الوحدات الصحية.

وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن وزارة الصحة، عبر مندوبيتها بسلا، رفضت التكفل بمصاريف الحجر الصحي لأطباء بعد انتهاء فترة عملهم داخل المستشفى الميداني لـ”كوفيد 19″ بسيدي يحيى الغرب، وذلك خلافاً لما جرت عليه العادة سابقاً حيث كانت المندوبيات الجهوية تتكلف بعملية تدبير الحجر الصحي للأطر الطبية.

وكانت عشرات الفنادق السياحية بالمغرب خصصت غرفها للإيواء والتكفل بالأطر الطبية وشبه الطبية التي توجد في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس. كما كانت وزارة الصحة تستعين بهذه الغرف من أجل وضع المتعافين من “كوفيد 19” والمخالطين حتى التأكد نهائياً من خلوهم من الوباء.

وانتقد أطباء وممرضون، في رسالة إلى الكاتب الإقليمي للنقابة المستقلة للأطباء العامين بالمغرب، ما اعتبروه “سوء إهمال ومعاملة” من قبل مسؤولي مندوبية وزارة الصحة بسلا.

وأوضحت مصادر طبية، في تصريح لهسبريس، أن مندوبية الصحة بسلا كانت قد أمرت أطباء قصد الالتحاق بالمستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب لـ “كوفيد 19″، على أساس أنه سيتم تحيين لائحة الأطباء المشاركين كل 15 يوماً.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه بعد إخبارهم بالإجراءات المتعبة ما بعد انقضاء مدة 15 يومياً بالمستشفى الميداني، تفاجؤوا بـ “تنصل غريب من قبل مسؤولي مندوبية سلا عبر رفضهم التجاوب معنا أو الاتصال بنا لشرح الأمور، خصوصا بعد رفضهم إرسال أطباء وممرضين جدد لتعويضنا”.

ورفض مندوب وزارة الصحة بسلا، وفق المصادر ذاتها، الجواب عن اتصالات الأطر الطبية “العالقة” بالمستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب.

وأضاف الأطباء المعنيون، في توضيحاتهم، أنه رغم مرور 21 يومياً على التحاقهم بسيدي يحيى الغرب، فإنهم ما زالوا ينتظرون من يعوضهم، وطالبوا بـ”توفير الظروف الأساسية للحجر الصحي بعد انقضاء مدة عملنا بأماكن تليق بذلك أسوة بأطباء الأقاليم الأخرى، خصوصا بعد تعذر إمكانية قضائنا لمدة حجرنا بمنازلنا”.

وأوضح طبيب بوحدة سيدي يحيى الغرب، في تصريح لهسبريس، أنهم مستعدون لتحمل مصاريف فترة إقامتهم بالحجر الصحي، “لكن ذلك بدون تنسيق مع مصالح وزارة الصحة قد يحمل خطورة على مستوى نقل العدوى بالفنادق أو أثناء التنقل في وسائل النقل”.

وجرت العادة أن تتكفل مديريات وزارة الصحة بأطقمها الطبية بعد انتهاء فترة دوامهم بالوحدات الصحية المخصصة لاستقبال مرضى “كورونا”، إذ ترسل لهم وسائل التنقل وتضع رهن إشارتهم مراكز الحجر في وحدات فندقية لمدة 10 أيام إضافة إلى إجراء تحاليل لهم قبل التحاقهم بعائلاتهم.

وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بمندوب وزارة الصحة بسلا، للرد على تصريحات الأطر الطبية؛ غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.

hespress.com