يعيش حزب العدالة والتنمية على وقع نقاش داخلي “مستفيض” يبدو أنه سيطول هذه المرة مع إشهار عبد الإله بنكيران ورقة “الرحيل” من الحزب والطلاق مع القيادة الحالية التي صادقت على مشروع قانون القنب الهندي، وهو ما كان بمثابة إعلان “التحدي” من جانب “تيار الاستوزار” داخل “البيجيدي” في وجه بنكيران الذي ظل يرفض قانون “الكيف” ويطالب بتجميده.

ويحاول بنكيران جاهدا الحفاظ على ماء وجهه بعدما سبق له أن هدد بالاستقالة في حال تمرير قانون القنب الهندي، لكن الحكومة التي يقودها زميله في الحزب سعد الدين العثماني أشرت على تمرير القانون المثير للجدل وإعلان التحدي في وجه الأمين العام السابق لـ”المصباح” الذي بات يعيش “عزلة” سياسية في الفترة الأخيرة.

وبات جليا أن حزب العدالة والتنمية يعيش فترة “حرجة” باتساع دعوات التغيير والتجديد التي ترفعها أصوات داخله، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة ورفض بعض المنتسبين والمتعاطفين لبعض القرارات التي ورطت القيادة مع القواعد، لكن الحزب فضل عدم مسايرة دعوات التغيير بإبقاء الأمور على حالها وفتح صفحة “الانتخابات التشريعية المقبلة”.

وأعلن عبد الإله بنكيران أنه قرر تجميد عضويته في حزب العدالة والتنمية، بعد مصادقة المجلس الحكومي أمس الخميس على مشروع قانون تقنين القنب الهندي، موضحا في “إعلام” نشره على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، أنه قرر أيضا قطع علاقته مع سعد الدين العثماني ومصطفى الرميد ولحسن الداودي وعبد العزيز الرباح ومحمد أمكراز.

وقال عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “النقاش الذي يعرفه الحزب بسبب القنب الهندي والقاسم الانتخابي، طبيعي في مساره؛ فالحزب مر من مراحل حرجة واستطاع أن يعود من جديد أكثر قوّة وانسجاما”، مبرزا أن “أعضاء الحزب يفكرون بصوت مرتفع ليشركوا الرأي العام في النقاش”.

وأضاف القيادي في حزب “البيجيدي” أن “هناك جهات تريد إحداث انقسام داخل الحزب على هامش نقاش الكيف والقاسم الانتخابي، وتسعى إلى إضعافه من الداخل، وهذا أمر مستبعد”، موردا: “لن ترك المجال مفتوحا أمام كارتيلات الكيف والمافيات للقيام بجرائمهم داخل المجتمع”.

وتوقع أفتاتي في تصريحه أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات التشريعية المقبلة رغم الارتدادات الداخلية التي يعرفها مؤخرا، قائلا: “الحزب سيكتسح التشريعيات المقبلة وسيحقق المرتبة الأولى بفارق معتبر، وذلك ضدا على المساعي الانقلابية”، متابعا بأن “الفريق البرلماني سيقول كلمته بحزم كبير في ما يخص قانون الكيف والقاسم الانتخابي”.

واعتبر أن “معركة اليوم هي معركة الديمقراطية، وفريق الحزب سيقول كلمته في ما يخص مشروع قانون الكيف”، مبرزا أن “الأمانة العامة ستناقش موضوع الكيف وستفتحه للنقاش”.

وأعرب أفتاتي عن يقينه بأن “الحزب لن ينشق، وسيظل صامدا لمواجهة مخططات الانقلابيين”، معتبرا أن “استقالة بنكيران وتجميد عضويته لن يؤثرا في مسار الحزب الذي رسمه منذ أكثر من عشرين سنة، والذي سيقف سدا ضد الاستبداد والفساد”.

hespress.com