في ظل استمرار ضبابية موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من اعتراف سابقه دونالد ترامب بمغربية الصحراء، يحل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ضيفا لأول مرة على لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك).
وأعلنت “إيباك” أنه سيتم، لأول مرة، إجراء حوار عن بعد مع وزير الخارجية المغربي، ضمن فعالية مؤتمر “ميد أتلانتيك سبرينغ بروغرام”، في الـ6 من ماي المقبل.
وأشارت اللجنة سالفة الذكر، وهي أقوى جماعة ضغط في الإدارة الأمريكية وتتمتع بنفوذ سياسي كبير، إلى أن “شراكة إسرائيل مع دول المنطقة آخذة في التوسع من البحر الأبيض المتوسط إلى العالم العربي”. وزادت، في ملصق اللقاء المرتقب، أن “الدول الأخرى بدأت في فهم فوائد العلاقة القوية مع الدولة اليهودية”.
ويرتقب أن يتحدث ناصر بوريطة في هذا اللقاء عن الاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب وإسرائيل وأمريكا والذي توج باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب وإصدار دونالد ترامب مرسوما رئاسيا يعترف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء.
ويأتي هذا اللقاء في ظل بروز تساؤلات عديدة حول خلفيات صمت إدارة بايدن عن قرار اعتراف واشنطن في عهد ترامب بمغربية الصحراء، إذ إن التعليق الوحيد الصادر عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان دبلوماسيا واقتصر على أن بلاده تدعم المفاوضات السياسية وحث الأمين العام للأمم المتحدة على الإسراع في تعيين مبعوث أممي جديد.
ويمكن أن تلعب اللجنة اليهودية الأمريكية (إيباك) دورا مهما في الدفاع عن مغربية الصحراء؛ بالنظر إلى تأثيرها على مراكز صنع القرار في السياسة الخارجية الأمريكية، إذ باتت هذه اللجنة في السنوات الأخيرة قادرة على توجيه سياسة واشنطن الخارجية لفائدة مصلحة إسرائيل إضافة إلى تأثيرها على أهم المؤسسات الأمريكية وخصوصا البيت الأبيض ومجلس الشيوخ.
وسبق لجماعة الضغط “إيباك” أن وقفت بقوة إلى جانب المغرب ضد المقترح الأمريكي الذي حاول سنة 2013 توسيع صلاحيات بعثة “المينورسو” بالصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية. وكان المغرب قد حقق، حينها، انتصارا دبلوماسيا برفض مجلس الأمن الدولي توسيع صلاحيات البعثة الأممية بالصحراء المغربية.
ونقلت مواقع إسرائيلية أن لقاء “إيباك” المرتقب هو أول ظهور علني لمسؤول مغربي رفيع المستوى في لقاءات جماعة الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الموعد يتزامن بعد تسجيل الرباط “عدم رضا صناع القرار في المغرب لمخرجات جلسة مجلس الأمن الأخيرة في فترة ضبابية تعيق استنتاج موقف واضح من إدارة بايدن تجاه ملف الصحراء”.
وقالت المنابر العبرية إن هذا المؤتمر، الذي تم استحداثه عام 1963 ومقره واشنطن، يعتبر أكبر تكتل يهودي أمريكي داعم لإسرائيل، مكون من عشرات المليارديرات اليهود وكبار الاقتصاديين والخبراء الذين يؤثرون بشكل كبير في السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية.
ويمكن أن يساهم هذا اللوبي الإسرائيلي الأمريكي في وقف التحركات الداعمة لجبهة “البوليساريو” بمجلس الشيوخ، حيث يضغط السيناتور جيم انهوف لعقد جلسة مساءلة قريبا لإدارة بايدن لدفعها إلى إعلان موقف واضح من اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء.