في خطوة تهدف إلى التخفيف من حدة التوتر بين الرباط وبرلين، وجهت وزارة الخارجية الألمانية دعوة إلى المغرب من أجل المشاركة في مؤتمر “برلين 2” الذي ينعقد في 23 يونيو الجاري.

وكانت برلين عقدت في يناير 2020 مؤتمرا دوليا حول ليبيا ولم توجه دعوة المشاركة إلى المغرب، وهو ما أثار حينها غضب الرباط التي عبرت عن استنكارها من محاولة ألمانيا “محاربة الدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دوره في الملف الليبي”.

وأكدت مصادر مطلعة، اليوم الخميس، لجريدة هسبريس الإلكترونية، تلقي المغرب دعوة قصد المشاركة في مؤتمر “برلين 2” بشأن الأزمة الليبية.

ولم توضح مصادرنا الدبلوماسية إذا كان المغرب قرر المشاركة أو مقاطعة هذا المؤتمر الدولي، مضيفة أن الوقت مازال مبكراً لإعلان قرار رسمي في هذا الصدد.

وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان أن برلين ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية في 23 يونيو الجاري، لبحث سبل استقرار البلاد، ومناقشة التحضير للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل، وخروج الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا.

وقررت ألمانيا، وفق مصادرنا، دعوة المشاركين في مؤتمر “برلين 1” زائد المغرب. وكان مؤتمر برلين الأول حول ليبيا، الذي انعقد بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، جمع الإمارات العربية المتحدة والجزائر والصين ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وتركيا والكونغو وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وممثلين عن الأمم المتحدة، بمن فيهم الأمين العام وممثله الخاص في ليبيا، والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وساهمت الجهود المغربية بشكل كبير في حل الصراع الليبي وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وذلك منذ اتفاق الصخيرات وصولا إلى جولات “حوارات بوزنيقة” التي توجت بتوافقات تاريخية.

وأكد عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، في تصريحات صحافية لدى وصوله إلى مطار الرباط سلا زوال اليوم الخميس، أن ليبيا “تحتاج إلى الدعم المغربي نظرا لمكانة المغرب في المجتمع الدولي، وحرص الملك محمد السادس على استقرار ليبيا وأمنها”.

وأوضح عقيلة صالح، الذي يزور المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، إن زيارته إلى المغرب تأكيد على “عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، والتواصل المستمر بين المجلسين لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأضاف صالح: “بفضل الجهود المبذولة تمكننا من تكوين سلطة تنفيذية واحدة من مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية وباشرت أعمالها، ونحن نستعد للانتخابات القادمة في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021”.

كما أشار صالح إلى أن ليبيا “عانت كثيرا في المرحلة السابقة من الانقسام وانتشار المليشيات”، وزاد: “نحن نقول من هنا من المغرب إننا في ليبيا قادرون على إصلاح شؤوننا، لا نريد أي قوى أجنبية تتواجد في بلادنا، ولذلك نطالب بخروج كل القوى الأجنبية والمرتزقة من بلادنا”.

وأردف المصدر ذاته: “نحن بالتأكيد جزء من المجتمع ونحتاج إلى التعاون مع كل الدول، نرعى مصالح الجميع لكننا لا نقبل بقاء قوات أجنبية في ديارنا، ونطالب مجددا بتفكيك الميليشيات وبناء الدولة الديمقراطية طبقا لانتخابات شفافة ونزيهة يختار فيها الشعب الليبي من يحكمه بإرادته الحرة دون أي تدخل من أحد”.

والتقى اليوم الخميس بالرباط كذلك حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية.

hespress.com