تتطلع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، وضمنها المغرب، خاصة على مستوى التعاون والتدريب العسكري، وذلك من خلال مناورات “الأسد الإفريقي 21” التي يحتضنها المغرب في يونيو المقبل.

وقال أندرو روهلينغ، نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، في تصريح صحافي بمناسبة انعقاد قمة القوات البرية الإفريقية افتراضياً، إن الولايات المتحدة تتطلع إلى عقد تمارين عسكرية تدريبية مع نظرائها بالمنطقة لتعزيز التعاون الأمني.

وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى التمارين العسكرية الضخمة التي ستجرى في يونيو المقبل في المغرب والسنغال وتونس، بين فرقة عمل جنوب أوروبا وإفريقيا التابعة للجيش الأمريكي وشركائها في شمال إفريقيا، مضيفا أن مناورات “الأسد الإفريقي 21” ستؤدي إلى “زيادة قابلية التشغيل البيني مع نظرائنا وتقوية العلاقات بيننا”.

وأبرز الجنرال الأمريكي: “منذ إنشاء جيش الولايات المتحدة في إفريقيا، USARAF، عام 2008، أدركنا، نحن القادة العسكريون الأمريكيون، بسرعة أهمية إقامة علاقات مع قادة القوات البرية من الدول الشريكة لنا في القارة الإفريقية”.

ولم يعلن المغرب وأمريكا إلى حدود اليوم إن كانت هذه المناورات العسكرية ستجرى هذه السنة ولأول مرة في منطقة المحبس قرب تندوف، كما راج بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء.

وقال جيروم شيرمان، الناطق الرسمي باسم السفارة الأمريكية بالمغرب، في جوابه عن سؤال لهسبريس، إن “المخططين العسكريين عملوا معاً على تحديد أفضل المواقع التي يمكن أن تحتضن مناورات الأسد الإفريقي في المغرب، وقرروا في النهاية استخدام المواقع التي تم اقتراحها في بداية دورة التخطيط صيف 2020″، دون أن يقدم إضافات حول طبيعة هذه المواقع.

وأضاف الناطق باسم السفارة الأمريكية، في توضيح لهسبريس: “المواقع التي ستحتضن المناورات تم اختيارها بناء على معيار واحد، وهو التأكد من أن أكبر تدريب عسكري في إفريقيا سيستمر في تعزيز الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والمغرب، وعلاقتنا مع الدول المشاركة الأخرى، حيث نعمل معًا لتأمين الاستقرار الإقليمي”.

وتتزامن هذه المناورات العسكرية الأكبر في القارة الإفريقية مع الذكرى المئوية الثانية لافتتاح المفوضية الأمريكية في طنجة، التي تعد أقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، وهي أيضاً المعلمة التاريخية الوطنية الوحيدة خارج الأراضي الأمريكية.

ويشارك في هذه التمرينات آلاف الجنود من الولايات المتحدة والمغرب وعدة دول من إفريقيا وأوروبا. ويتضمن برنامج التمرين العسكري “الأسد الإفريقي 21” عمليات تهم مجالات متعددة، بما في ذلك تمرين بحري، وآخر جوي، وكذا تمرين للرد على تهديد كيميائي-بيولوجي إلى جانب أنشطة ذات طابع إنساني.

وتضم هذه المناورات حوالي 4000 جندي من الجيش الأمريكي، وأزيد من 5000 جندي من القوات المسلحة الملكية المغربية وجيوش الدول المشاركة، من تونس والسنغال وإيطاليا والمملكة المتحدة وهولندا؛ ناهيك عن ملاحظين عسكريين من دول أخرى.

hespress.com