بكثير من السخط والاستغراب، يتداول نشطاء صحراويون في مخيمات تندوف وثائق تتعلق بالميزانية التي خصصتها جبهة البوليساريو لتسيير شؤون المخيمات، ويتساءلون أين تُصرف مئات الملايين التي تظهر على الوثائق ولا يروْن لها أثرا على أرض الواقع.

ويظهر من خلال الوثائق التي تداولها نشطاء انفصاليون في منصات التواصل الفوري، اطلعت عليها هسبريس، إهمال جبهة البوليساريو للقطاعات التي لها علاقة مباشرة بالصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر، بينما رصدت مبالغ كبيرة لـ”الرئاسة” وللأمور الثانوية، مثل المناسبات.

ولم تتعد المخصصات التي رصدتها “الجبهة” لوزارة التربية والتعليم والتكوين المهني 81 مليون سنتيم جزائري، وخصصت لوزارة المياه والبيئة 31 مليون سنتيم فقط، علما أن الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف يعانون الأمرين جراء قلة الموارد المائية.

وخلفت الأرقام التي تضمنتها ميزانية جبهة البوليساريو صدمة وذهولا في صفوف الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، إذ علق أحدهم: “لصوص أم لا؟ (يقصد مسؤولي الجبهة)”، وأمام علامات استفهام كبيرة ذكر: “في ماذا صرفوا المليارات؟ مثلا نأخذ صديق غالي، المقرب منه ولد البصير، في ماذا صرف يا ترى أكثر من 80 مليارا ووزارته لم تبْن حتى مرحاضا في سنة كورونا؟”.

من جهته قال صحراوي آخر محتجز: “ميزانية البوليساريو لم يصل منها دينار واحد للصحراويين. لا عجب ممن سرق شعبه وسجنه وطالبه بالصبر على اللجوء والجوع والمعاناة حتى يعيش حياة الرفاهية من ابتزاز المنظمات العالمية، فلن يتورع عن سرقة أموال لاجئين لا حول لهم ولا قوة، لكن لهم الله”.

وفي مقابل إهمالها القطاعات الاجتماعية التي لها علاقة بالصحراويين المحتجزين في تندوف، رصدت البوليساريو مبالغ مالية كبيرة من أجل رفاهية مسؤوليها، إذ خصصت لـ”الرئاسة” مليارا و200 مليون سنتيم جزائري، ورصدت للمناسبات مليارين؛ وأعطت كذلك للقطاعات التي لها علاقة بصراعها مع المغرب مبالغ أعلى من تلك التي خصصت للقطاعات الاجتماعية، إذ بلغت مخصصات “وزارة الإعلام” 334 مليونا و600 ألف سنتيم جزائري.

وحسب المعطيات المتوفرة فإنّ جبهة البوليساريو، نقلا عن الوثائق التي يتداولها مقربون من التنظيم الانفصالي المدعوم جزائريا، رصدت ميزانية مخصصة لأداء أجور نشطائها في الصحراء المغربية، بلغت 243 مليونا و600 ألف سنتيم جزائري، أي ثلاثة أضعاف مخصصات ما يسمى “وزارة التربية والتعليم والتكوين المهني”.

وأفاد مصدر متابع لشؤون الصحراء بأن وثائق “ميزانية البوليساريو” أظهرت ضعف الجبهة، فرغم أنها تحظى بالدعم من طرف الجزائر الغنية بالنفط والغاز فإن ميزانيتها لا تضاهي حتى نسبة صغيرة من الميزانيات التي ترصدها المجالس المنتخبة في مدن الصحراء المغربية لتسيير شؤونها، والتي تحولت إلى حواضر حديثة تتوفر على بنية تحتية مهمة وتجهيزات متقدمة.

hespress.com