يرى الممثل أمين الناجي أن ما عرفه المشهد التلفزي بالمغرب من قدوم مشخّصين من عالم وسائل التواصل الاجتماعي، كـ”إنستغرام” و”يوتوب”، دون تكوين سابق في مجال المسرح، أثّر على الفرص الموجودة على ساحة التمثيل، وهو ما تُرى نتائجه على اختيارات ممثلين يقبلون أدوارا ليست في حجم تجربتهم.

جاء هذا خلال مشاركة الناجي في برنامج “FBM المواجهة”، الذي تعرضه قناة “ميدي 1 تيفي”، ويقدمه الإعلامي بلال مرميد.

ورغم حديث الناجي عن كون المجال قد “اختلط”، ولم يعد الممثلون فيه هم فقط مَن لهم تكوين مسرحي، أو من تخرّجوا من معهد الفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إلا أنه يقول إنه “مرحَّب بجميع من يستطيع أن يأتي بإضافة إلى المجال”، ولو أن هذا يعني أن “فرص الوجود في الساحة تقلّ”.

ويقول الممثل المغربي إن هناك مشخّصين جيدين جدا في الساحة الإبداعية، لكن مستوى بروزهم بين ممثلين آخرين “يرتبط بالسياق الذي يوضعون فيه، والمخرجين الذين يعملون معهم، والنصوص التي يؤدونها”.

وحول مشاركته في فيلم “ستة أشهر ويوم” لعبد السلام الكلاعي، ذكر أمين الناجي أن مقاربة الفيلم لموضوع “التوحّد” مسّته شخصيا وتمس المجتمع بأكمله، لأنه مرتبط بتقبل الآخر والاختلاف، وزاد: “المشكل الموجود في مجتمعنا، وهذا ما جعلني أحاول انطلاقا من الشخصية أن أقول للناس إنه لا يوجد اختلاف بيننا في المظهر، ولا داعي للنظر نظرة تنقّص من البعض البعض؛ ولهذا تعاملت مع هذه الشخصية بحذر كبير، حتى لا أسقط في كليشيهات حول الأشخاص ذوي الإعاقة، أو ذوي القدرات الخاصة”.

وذكر المتحدث ذاته أن خلفية المخرج الكلاعي، وثقافته السينمائية والعامة، وعمقه الإنساني، تجعل من الضرورة “أن تكون عنده لمسة سينمائية في أي عمل يخرجه، لأنه مشبّع بالسينما، وسينماه تظهر حتى في الأعمال التلفزية، لتعامله معها على أنها موجهة للجمهور، مع احترامه الجمهور”.

وحول الإنتاجات المغربية بتمويل أجنبي، يرى الناجي أن مستوى تعويض الممثل إذا كان أقل من تعويض القنوات المحلية فإنه “لا يمكن أن يعطيه أريحية”، قبل أن يضيف: “عندما دخلَت هذه الاستثمارات للمغرب كان يجب ضبط الأمور بدفتر تحملات حول الطريقة التي يجب أن تسير بها، ولا أعرف لِم دخلوا بمستوى أقل من حيث التعويضات من الإنتاجات المغربية، عوض المستوى الذي يستحقه هذا الميدان”.

وعن معينه على أداء الشخصيات في السينما والتلفزيون والمسرح، يقول أمين الناجي إنه كبر في منطقة شعبية عندما رأى النور بالدار البيضاء، وهو ما مكّنه من مراكمة حمولة من الأحاسيس مع من عاش معهم ورآهم وتعامل معهم، فصاروا معينين على تحريك الشخصيات “دون أن ينضب البئر”.

كما يتحدث الناجي عن دور المسرح بالنسبة للممثلين في المغرب؛ لأنه “لا مكان للتكوين المستمر باستثنائه”، وزاد: “علما أن الممثلين أناسٌ، وفي وقت من الأوقات نحتاج إلى تجديد أنفسنا، ففي فترة ينتهي الإبداع والتخييل وكثير من الأمور، ما يجعل من الضرورة البحث عن آليات جديدة، وهو ما لا نستطيع القيام به وحدنا”.

[embedded content]

hespress.com