شهدت أزقة عدة دروب في مدينة سطات مبادرات جمعوية وأخرى فردية، تمثلت في إبداع فني جمالي برسم لوحات معبّرة وحاملة لرسائل توعوية بأهمية النظافة ونقاء البيئة، واعترافا بمجهودات ممثلي قطاعات عدّة، كانت في الصفوف الأمامية خلال فترتي الحجر الصحي والطوارئ، بسبب انتشار فيروس “كورونا” المستجدّ.

ولاحظ سكان كل من حي ميمونة وقطع الشيخ وغيرهما، بعد تخفيف الحجر الصحي عن مدينة سطات، تغييرا واضحا، إذ عاينوا جمالية أزقتهم وفضاءات أحيائهم، بعد تزيين جدرانها بلوحات فنية وأقوال وحكم تكرّس روح التعاون، وتؤكّد على أهمية النظافة، باستغلال عجلات مطاطية وتحويلها إلى أحواض أشجار وورود، بعد طلائها بصباغة مختلفة الألوان.

الزيتوني ولد البهجة، أحد سكان حي قطع الشيخ، أوضح أن الجداريات التي زيّنت حيهم في زمن “كورونا”، خاصة الزنقة 1 بالحي عينه، كانت بمبادرة تطوّعية لعدد من الشبّان الذين تجمع بينهم قرابة عائلية، المعروفين بـ”ولدات البهجة”.

وفي السياق نفسه، قال ناصر أبو خنجر، رئيس جمعية الجيل الجديد للتضامن الاجتماعي، إن فكرة إبداع الرسوم الفنية راودت أعضاء مكتب الجمعية خلال فترة الحجر الصحي، قصد إعطاء صورة حول دور جمعيات المجتمع المدني في رسم لوحات فنية، للتعبير عن دور ممثلي القطاعات التي كانت في الصفوف الأمامية منذ بداية جائحة “كورونا”.

وأشار أبو خنجر، في تصريح لهسبريس، إلى أن هناك لوحات فنية من إبداع عدد من الفنانين الذين يمتلكون الموهبة، قصد بعث رسائل شكر للسلطات المحلية وأعوانها والأمن الوطني والأطباء، وفعاليات المجتمع المدني وباقي المتدخلين، الذين شاركوا في الدعم والتحسيس والتوعية بالالتزام بقرارات السلطات للوقاية من “كوفيد-19”.

وأكّد المتحدث ذاته أن المبادرة كانت بتمويلات ذاتية من قبل أعضاء الجمعية التي يمثلها، وعدد من المتطوّعين من ساكنة حي ميمونة، وهو ما أضفى جمالية على حي ميمونة، وزرع الحماس في الشباب، الذين بادروا إلى تزيين كل أزقة الحي بعد تخفيف الحجر الصحي.

وحول اقتصار مبادرة الجمعية على حي ميمونة، أوضح المصدر نفسه أن ظروف الحجر الصحي والطوارئ هي التي فرضت ذلك، إذ لم يكن بإمكان أعضاء الجمعية الانتقال إلى دروب أخرى، ووجّه رسالة إلى كل جمعيات المجتمع المدني بسطات، قصد التضامن والعمل لصالح المدينة، مقدّما شكره للسلطات وجميع المتدخلين الإداريين، الذين ساهموا في تدبير فترة “كورونا” بعاصمة الشاوية.

hespress.com