قال المفكر المغربي حسن أوريد إن المغرب يتعامل بذكاء مع التطورات العالمية والإقليمية، ويعرف أين توجد مصلحته الإستراتيجية، بغض النظر عن الطريقة التي تُدبر بها الملفات.

واعتبر أوريد، في حوار أجراه معه عبد الناصر ناجي، رئيس جمعية أماكن لتحسين جودة التعليم، مساء الأربعاء، حول كتابه “عالَم بلا معالم”، أن أصحاب القرار السياسي في المغرب يسعون إلى ما يتطابق مع المصالح الإستراتيجية للبلاد، مضيفا: “قد نختلف في الطريقة والأسلوب؛ ولكن عموما المغرب كان ذكيا في الدفاع عن مصالحه”.

وعن رأيه في حكم التكنوقراط، قال أوريد: “الخطورة لا تكمن في التكنوقراط بل في حُكْمهم؛ لأنه قد يقع نوع من التطاول من طرفهم على السيادة الشعبية، لأن البنية الذهنية للتكنوقراط منصرفة تماما عن الواقع”، غير أنه استدرك أنه “لا يمكن الاستغناء عنهم، بل ينبغي الدفاع عنهم، وأن يوفر لهم إطار يضمن لهم العمل بنوع من الطمأنينة”.

وعرج المتحدث ذاته على وضعية الدول المغاربية قائلا: “بلاد المغرب لم تستطع تجاوز مشاكلها، والاتحاد المغاربي أصبح ذكرى من التاريخ”، مضيفا: “من العبث اليوم الحديث عن الجامعة العربية أو عن اتحاد المغرب العربي”.

على صعيد آخر، قدم المفكر المغربي تصورا مختلفا عن التصورات المتعلقة بتغير موازين القوى على الصعيد العالمي، معتبرا أن القول باقتراب أفول الولايات المتحدة الأمريكية وحلول الصين محلها لا يستند على أسس متينة، لمجموعة من الاعتبارات؛ منها أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العسكرية الأولى في العالم.

واعتبر المتحدث أن “القوة العسكرية معطى يكتسي أهمية بالغة؛ ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك 40 في المائة من العتاد العسكري على الصعيد العالمي، ولها تواجد في أصقاع العالم، وهو ما لا تتوفر عليه الصين، إضافة إلى أنها تتوفر على قواعد عسكرية ولها أحلاف عسكرية مثل حلف الناتو، مبرزا أن الجانب العسكري مهم في العلاقات الدولية”.

وأردف المفكر المغربي أن “المعركة لم تنته بعد، ومن العبث والعمى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستنتهي في عقود”، لافتا إلى أن روسيا، التي تنافس بدورها الولايات المتحدة الأمريكية، تُعد قوة عسكرية؛ “ولكنها قزم اقتصادي، حيث إن اقتصادها أقل من اقتصاد كوريا الجنوبية، ولا تتوفر على قوة ناعمة، التي هي أساس في عالم اليوم”.

وفي خضم التطورات التي يشهدها العالم، وصراع القوى الصاعدة على التموقع في الساحة، بمن فيها القوة الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل تركيا وإيران وإسرائيل، قال أوريد إن العالم العربي غائب عن هذا الواقع، ويعيش أزمات مستمرة.

hespress.com