قال المفكر المغربي حسن أوريد إن المغرب وإسبانيا يحتاجان إلى بعضهما كبلدين جارين تجمعهما مصالح متبادلة وعلاقات استراتيجية، معتبرا أن الأوان آن لتدرك مدريد أن المغرب القوي هو في صالحها ومكسب لها، لأن في قوة المغرب استقرارا للمنطقة.
وأبرز أوريد في مداخلة ضمن ندوة نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالمحمدية، مساء الخميس، أن إسبانيا تقول إنها تريد علاقات استراتيجية مع المغرب، “لكنها تتصرف كأنها لا تؤمن بذلك”، مشددا على أن بناء علاقات استراتيجية مع المغرب يتطلب من إسبانيا أن تعترف بحقوقه التاريخية.
وأضاف المتحدث أن المغرب القوي المسنود بحقوقه التاريخية هو في صالح إسبانيا ومكسب لها، والعكس صحيح، “ذلك أن المغرب الذي تتم مناكفته في قضية صحرائه لا يمكن إلا أن يشكل عبئا على إسبانيا”.
وفي الوقت الذي تحمل فيه إسبانيا مسؤولية النزوح الجماعي لآلاف المهاجرين نحو مدينة سبتة المحتلة إلى المغرب، قال أوريد إنه “من الإجحاف تحميل المسؤولية للمغرب، ولا يمكن أن يوعز إلى تقصير أمني للمغرب. الموضوع أعمق”.
وتابع قائلا: “هناك من يقول إن هناك ابتزازا واستغلالا للأطفال، ولكن هذا المشكل بنيوي ولا توجد ضمانات لعدم تكرار الهجرات إلى الاتحاد الأوروبي، كما يحدث عبر منافذ أخرى، مثل الحدود التركية والليبية”.
وبينما ما يزال التوتر مخيما على العلاقات المغربية الإسبانية، التي تأزمت بعد سماح إسبانيا لزعيم تنظيم البوليساريو بالدخول إلى ترابها للعلاج، قال أوريد: “آن الأوان، بعد التنفيس عن الغضب، للتفكير مليا في علاقات جديدة، فالمغرب محتاج إلى إسبانيا وعلى إسبانيا أيضا أن تدرك أنها محتاجة إليه، اقتصاديا وأمنيا ووجدانيا”.
ودعا المفكر المغربي إلى تفكير عميق من أجل إرساء أسس علاقات استراتيجية بين البلدين، تقوم على اعتراف إسبانيا بالحقوق التاريخية للمغرب، مبرزا أن “المغرب القوي هو ضمان لأمن واستقرار إسبانيا، بل ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل، ومغرب يراد له أن يكون ضعيفا عبر مناكفته في وحدته الترابية، يشكل خطرا على إسبانيا”.