الثلاثاء 10 نونبر 2020 – 00:34
تعيش مختلف الإدارات العمومية ومصالح الجماعات الترابية على مستوى جهة الدار البيضاء سطات وسط هلع كبير من انتشار فيروس كورونا، في غياب اتخاذ تدابير من قبيل العمل عن بعد بالنسبة للمصالح التي تسمح طبيعتها بذلك.
وعلى الرغم من كون والي جهة الدار البيضاء سطات، سعيد أحميدوش، كان قد دعا مؤخرا المؤسسات العمومية والجماعات الترابية إلى تشجيع الموظفين التابعين لها على العمل عن بعد إذا كانت طبيعة وظيفتهم تسمح بذلك ودون أن يؤثر على السير العادي للمرفق العمومي، إلا أن الوضع ما زال على حاله في معظم المؤسسات والجماعات.
وعبر عدد من الموظفين بجماعات ترابية بالجهة عن استغرابهم عدم تفعيل العمل عن بعد في بعض المصالح التي لا تستوجب الحضور الدائم، مشددين على أن رؤساء الجماعات يغامرون بصحة الموظفين ولا يبالون بالوضع الوبائي الذي تعرفه الجهة والبلاد.
وسجلت خلال الأيام الماضية إصابات بكورونا بجماعات ترابية عدة، وهو ما خلق نوعا من الهلع في صفوف الموظفين، الذين طالبوا سلطات الوصاية بالتدخل لدى رؤساء الجماعات قصد السماح بالعمل عن بعد، وتوفير شروط السلامة الصحية داخل الإدارات.
وقال خالد الدرقاوي، عضو المكتب الوطني للمنظمة المغربية لموظفي الجماعات الترابية (OMFOCT)، إن “الموظفين يطالبون بالسماح بالاشتغال عن بعد للذين تتيح طبيعة مهاهم ذلك، أو العمل وفق نظام التناوب، على اعتبار أن الفيروس ينتشر بسرعة”.
وأضاف الدرقاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “والي جهة الدار البيضاء سطات مطالب بإلزام الإدارات باعتماد الاشتغال عن بعد في ظل هذه الظرفية، وإلزام الرؤساء بذلك، لكون معظمهم يطالبون الموظفين بالحضور على الرغم من غياب وسائل التعقيم وغياب شروط السلامة الصحية”.
ولفت المتحدث نفسه إلى كون والي جهة الدار البيضاء سطات “مطالب بالسهر على حماية الموظفين وتوفير شروط العمل في ظروف صحية جيدة بالإدارات، لا سيما بالمصالح التي لها ارتباط مباشر بالمرتفقين”.
وعبر عدد من الموظفين عن كون غالبية الجماعات الترابية تغيب فيها شروط السلامة الصحية، ولا تحترم التدابير الموصى بها من لدن السلطات الصحية، مشيرين إلى غياب وسائل التعقيم وغياب التباعد الجسدي، ناهيك على عدم تعقيم المكاتب والإدارات بشكل مستمر.
وكان والي جهة الدار البيضاء سطات، سعيد أحميدوش، دعا جميع الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على مستوى الجهة إلى “حث الموظفين التابعين لها الذين لا تقتضي طبيعة عملهم ضرورة الحضور إلى مقرات عملهم على الاشتغال عن بعد، على أن لا يؤثر ذلك على استمرار المرفق العمومي والخدمات المقدمة للمواطنين”.
ولفت والي الجهة، في بلاغ له، إلى أن الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية بالجهة “مدعوة للسهر على احترام الإجراءات والتدابير الوقائية بمقرات العمل والاستمرار في اتخاذ الاحتياطات والاحترازات اللازمة، من قبيل قياس درجة حرارة الموظفين والعاملين بالمرافق العمومية والمرتفقين قبل ولوجهم إليها، واستعمال الكمامات، وتوفير وسائل ومواد التعقيم، والتباعد الجسدي”.