امتنعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مجددا، عن إدانة الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وأسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، مكتفيا بالتعبير عن حزنه العميق لسقوط ضحايا في الأرواح من الجانبين.

وفي مؤتمره الصحافي اليومي، الثلاثاء، أدلى نيد برايس، متحدث وزارة الخارجية الأمريكية، بتصريحات شدد فيها على أن حق الأمن أمر مشروع للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، في وقت أسفرت فيه الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين عن سقوط ضحايا ومصابين من المدنيين بينهم أطفال.

وقال برايس في تصريحاته: “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، والرد على هجمات الصواريخ، وكذلك الفلسطينيين لهم الحق في الحماية والأمن”.

وتعد هذه التصريحات متوازنة بعض الشيء مقارنة بتصريحات مماثلة أدلى بها المسؤول الأمريكي، الاثنين، إلا أنه لم يدن العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل، ولا الهجمات التي نفذتها قواتها في قطاع غزة.

وأضاف برايس قائلا: “نشعر بقلق بالغ إزاء الخسائر في الأرواح في غزة وإسرائيل، ومقتل الأطفال، فضلا عن إصابة العديد من المدنيين الأبرياء. وبالمثل، نشعر بالقلق إزاء الحوادث التي وقعت في القدس، حيث أُبلغ عن إصابة مئات الفلسطينيين بجروح وكذلك إصابات في صفوف الشرطة الإسرائيلية”.

وتابع المتحدث قائلا: “ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة، وسنواصل الاتصال بكبار المسؤولين الإسرائيليين والإدارة الفلسطينية خلال الأيام والأسابيع المقبلة”.

وذكر برايس أن أنطوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، تحدث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، لينقل له مجددا إدانة بلاده للهجمات الصاروخية، ويدعو إلى وقف التصعيد.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها للحد من التوتر، وتعمل في هذا الصدد بالتنسيق مع المجتمع الدولي، مضيفا: “لقد طالبنا جميع الأطراف، بمن في ذلك حماس، بوقف هذا العمل (الهجمات). ونأسف بشدة لوجود خسائر في الأرواح بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين”.

وخلال المؤتمر الصحافي، قال أحد الصحافيين لناطق الخارجية الأمريكية: “إنكم تدينون الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل، لكنكم بالأمس (الاثنين) لم تصدروا أية إدانة بخصوص الأطفال الذين قتلوا جرّاء الهجمات الإسرائيلية. هل رأيتم صور الأطفال المقتولين؟ هل لديك ما تقوله عن هذا كوزارة؟”، ليرد برايس قائلا: “لقد رأيت تلك الصور. التي من الصعب ألا أنظر إليها دون أن أشعر بألم. لهذا السبب بالتحديد اتصلنا اليوم للحد من التوتر وتقليله من أجل حماية المدنيين”.

وعلى الرغم من إلحاح الصحافيين على تأكيد رفض برايس إدانة الهجمات الإسرائيلية بقطاع غزة، فإنه اكتفى بالتعبير عن انزعاجه الشديد، وأنه لا توجد لديه معلومات قاطعة بخصوص أحداث الاثنين في غزة، مشيرا إلى أنهم شاهدوا الثلاثاء “تطورات أكثر إزعاجًا” على حد تعبيره.

وعندما سئل برايس عن قيام إسرائيل بإخراج الفلسطينيين من منازلهم في حي “الشيخ جراح” بمدينة القدس، قال: “بصراحة، أوضحنا وجهات نظرنا بشأن هذه القضية، كما نفعل حيال العديد من القضايا. وموقفنا هو أنه ينبغي أن تعامل العائلات الفلسطينية التي تعيش هناك بشكل عطوف وإنساني”.

وردا على سؤال حول وضع القدس، أوضح برايس أن هذه القضية سيتم التفاوض بشأنها بين الطرفين والبت فيها.

ومنذ بداية رمضان، 13 أبريل الماضي، ترتكب الشرطة ومستوطنون إسرائيليون اعتداءات “وحشية” في القدس، وخاصة منطقة “باب العمود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي “الشيخ جراح”، حيث ترغب إسرائيل في طرد عائلات فلسطينية من منازلها.

ومنذ الاثنين، استشهد 35 فلسطينيا، بينهم 12 طفلا و3 سيدات، في غارات إسرائيلية على قطاع غزة؛ فيما قُتل 3 إسرائيليين وأصيب 31 آخرون في قصف صاروخي لفصائل المقاومة من قطاع غزة.

hespress.com