رغم محاولة الجزائر والبوليساريو إخفاء الوجهة التي قصدها للعلاج الطبي، أكدت السلطات الإسبانية السماح لإبراهيم غالي بالدخول إلى أراضيها لتلقي العلاج من فيروس “كورونا”، وذلك رغم متابعته سابقاً من قبل القضاء الإسباني بـ”جرائم ضد الإنسانية وعمليات اختطاف وتعذيب”.

وبعد الغموض حول مصيره منذ عملية مقتل “الداه ولد البندير”، خرجت جبهة البوليساريو ببيان تعلن فيه إصابة زعيمها بفيروس “كوفيد 19″، وقالت إن إصابته “لا تدعو للقلق” وإنه “يتماثل للشفاء”.

ولم يذكر بيان البوليساريو مكان تواجد إبراهيم غالي، لكن مسؤولا في وزارة الخارجية الإسبانية أكد أنه نقل إلى إسبانيا “لأسباب إنسانية بحتة”، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.

وكان القضاء الإسباني تابع إبراهيم غالي بعد دعوى قضائية رفعتها مجموعة صحراوية ضده سنة 2008، ثم قضية أخرى مماثلة سنة 2016، لتورطه في “ارتكاب إبادة جماعية وعمليات اختطاف وتعذيب في حق صحراويين”.

وحسب ما صرح به متحدث باسم الشرطة لم يذكر اسمه لوكالة “أسوشيتد برس” فإن إسبانيا أوقفت الملاحقة القضائية والتحقيق ضد زعيم جبهة البوليساريو.

وقال المصدر الأمني ذاته إن “التحقيق في إدعاءات سابقة ضد الزعيم إبراهيم غالي أُغلق وليس لدى إسبانيا أي قضايا معلقة ضده”.

وطالبت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان عبر محاميها المدعي العام الإسباني بضرورة الاستماع إلى إبراهيم غالي، داعية إلى “إصدار بيان منع خروجه من الأراضي الإسبانية”.

وأشار محامي الجمعية الصحراوية في رسالته إلى أن زعيم تنظيم جبهة البوليساريو سبق أن رفض الاستجابة لدعوات القضاء الإسباني في نونبر 2016 في إطار القضايا المتابع بشأنها.

ورفض مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي استقبال إسبانيا لـ”مجرم متورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بتندوف”، وطالبوا الدبلوماسية المغربية بالتحرك قصد استفسار الجانب الإسباني عن صحة توقيف الملاحقات القضائية في حق زعيم البوليساريو.

وكان النظام الجزائري، وفق ما كشفته مصادر متطابقة، أجرى اتصالات مع السلطات الإسبانية قصد الحصول على الضوء الأخضر لنقل إبراهيم غالي إلى مستشفيات إسبانيا.

وذكرت بعض المنابر الإعلامية الجزائرية أن الأمر لا يتعلق بفيروس كورونا، بل بإصابة غالي بمرض السرطان، إذ جرى نقله إلى وحدة إسبانية متخصصة في معالجة الأورام السرطانية بمستشفى لوغرونيو بالقرب من سرقسطة، وأشارت إلى أن الرئيس الجزائري خصص طائرة خاصة وأطباء جزائريين لنقل زعيم الجبهة إلى إسبانيا، وذلك رغم أن الجزائر تعاني من أزمة مالية خانقة، زادت تداعياتها جراء أزمة فيروس كورونا.

واستغرب موقع إعلامي جزائري المعاملة التفضيلية لزعيم البوليساريو، مشيرا إلى أنه في الأيام الأخيرة مُنع العديد من المرضى الجزائريين من السفر خارج البلاد لتلقي العلاج، لعدم وجود تصريح خاص بمغادرة البلاد بسبب الإغلاق المفروض منذ العام الماضي.

hespress.com