من سنة 1832 إلى 2015، يتتبع كتاب جديد تاريخ الفرقة الأميرية للموسيقى لموكادور، كتراث وإبداع، كان ثمرة زيارة قام بها الموسيقار عبد الصمد عمارة إلى متحف اللوفر سنة 1993 حيث اكتشف لوحتين زيتيتين تخصان هذه الفرقة.

يتتبع هذا الكتاب الذي ألفه عبد الصمد عمارة، ابن مدينة الرياح، استمرارية إبداع الصويريين، الذي حضر في كل ميادين الفن الموسيقي من قبيل المديح والسماع الصوفيين.

وفي هذا السياق، تقول ورقة تقديمية للكتاب، ترد في يوميات الرسام العالمي الفرنسي Delacroix (مارس 1832)، “أرسل الأمير مولاي عبد الرحمان فرقة موسيقية تعود لموكادور، وهي من أجود الفرق بالإمبراطورية العلوية”.

وسلط هذا المؤلف الضوء على الشخصيات الفنية الصويرية التي تعاقبت على رأس الفرقة الأميرية، من قبيل أحمد الصويري بن التطواني، الذي كان حافظا للنوبات الأندلسية وعازفا بارعا على آلة العود.

ومن هذه الشخصيات، دافيد فلاح، الذي كانت يتقن فن النحت والرسم وكان هو الآخر متمكنا من النوبات الأندلسية، وعبد الكبير بن بيهي الحصار، الذي كان يعزف بمهارة على الكمان، ومولاي أحمد الدنادني، الذي كان يعزف على آلتي البيان والعود.

ويشير صاحب المؤلف إلى أن الفرقة الأميرية عرفت بالإبداع، لأنها هي من قدمت أول إبداع أندلسي مغربي صرف سمي بـ”صنائع القدام الجديد الصويري”، ثم تناول تاريخ العود المغربي المعروف باسم العود الرمل الرباعي الصويري، نسبة إلى الصويرة.

وتحمل فصول هذا الكتاب معطيات غنية بالتاريخ الفني لفرقة إبداعية عرفت وطنيا بالرائدة عزفا وإنشادا، عمل المعهد الموسيقي للصويرة على إحياء تراثها، من خلال فرقة مثلت “موكادور”، في عدة ملتقيات ومهرجانات بوصلات إبداعية تحت إشراف مديره الموسيقار عبد الصمد عمارة.

ويأتي هذا الكتاب ليعزز المكتبة المغربية الموسيقية، إلى جانب كتب أخرى لعبد الصمد عمارة بالصويرة تؤرخ لتاريخ الموسيقى بموگادور، كـ”تنويعات في السيرة”، و”نبذة عن تاريخ الموسيقى بالصويرة”، و”صناعة وصناع آلة العود الرمل الرباعي الصويري”.

hespress.com