من خلال أجوبة سينمائيين وسينمائيات مغاربة، يقدم كتاب جديد، للباحث المغربي في الجماليات البصرية إدريس القري، رؤية واضحة عن الاختيارات والحساسيات السينمائية للمخرجين بالبلاد، وثقافتهم البصرية، ورؤاهم حول الإبداع والجمال، ومدى استيعابهم لغةَ السينما، وتقنياتها، وفلسفته.
جاء هذا في أحدث إصدارات إدريس القري، المعنون بـ”عتبات في الجماليات البصرية: 4/ السينما المغربية من خلال سينمائييها” (Seuils d’esthétiques visuelles 4/Le cinéma marocain à travers ses/ces cinéastes) وهو كتاب حِواري، باللغة الفرنسية، صادر عن فالْيَة للطباعة والنشر والتوزيع.
ويتضمن الكتاب حوارات مع 28 سينمائية وسينمائيا؛ من بينهم: لطيف لحلو، سعد الشرايبي، لحسن زينون، فوزي بنسعيدي، حميد بناني، هشام العسري، عز العرب العلوي المحرزي، ليلى طريقي، سلمى بركاش، عبد القادر لقطع، كمال بنعبيد (كمال كمال)، داوود أولاد السيد، محمد نبيل، نور الدين الخماري، إدريس مريني، وعبد الإله الجوهري.
كما يتضمن المنشور الجديد حوارات مع: حسن بنجلون، إدريس شويكة، محمد عبد الرحمن التازي، حكيم بلعباس، الجيلالي فرحاتي، فريدة بليزيد، عبد الحي العراقي، عبد السلام الكلاعي، سعيد خلاف، مراد الخوضي، محمد زين الدين، ومحمد إسماعيل.
ويورد معد الكتاب، قبل كل حوار، نبذة عن السينمائي أو السينمائية، من مساره، ودراسته، إلى إنتاجه، وجوائزه، مرورا بمهامه المتعلقة بالقطاع، وهي تعريفات اقترح معظمها المحاوَرون.
وتتعدد الأسئلة المطروحة في هذا الكتاب، الواقع في أربعمائة وأربع وعشرين صفحة، بين تعريف المخرج للسينما، والسرد، وأكثر روائي يقرأ له، وتأثير الرواية في السينما، وأفضل مخرج يتابعه، ومكان بحثه عن شخصيات الفيلم، وما يظن أنه يجذب الجمهور أكثر في العمل السينمائي، والفرق بين هذا الأخير والفيلم التلفزيوني، ورؤيته للمستجدات التقنية وهل تزيد مجال ممارسة الإبداع أم تحد منه، ومدى أهمية النقد السينمائي، وما الذي يحتاجه السينمائي ليخرج “فيلم جميلا”.
كما يجد القارئ، أيضا، أسئلة عن اللغة الأكثر يسرا للعمل السينمائي بالنسبة لكل مخرج، ودور الموسيقى في تعزيز قوة وفعالية بناء المعنى والقوة التواصلية للفيلم، ومدى أهمية دور المنتج، والتوزيع، وحدود حياد الكتابة السينمائية، وما تبقى من المذاهب السينمائية الكبرى، والسينما التي يفضلها كل مخرج، الهوليودية الأمريكية أم سينما المؤلف الفرنسية، وسؤال وجود سينما إذا لم يشاهدها “جمهورها الواسع”، محليا، في الشاشات الكبيرة.
وبعدما قال ما يريد قوله حول “سينمانا” بالمغرب، في الكتاب الثالث من سلسلة “في الجماليات البصرية”، المعنون بـ: “الفيلم المغربي: قضايا الإبداع والإنتاج والترويج”، يكتب الباحث إدريس القري أن هذا المنشور الجديد ليس إلا حلقة وصل يربط فيها بين سينمائيي البلاد والقراء، بعدما أعطاهم الكلمة.