بعد تصنيف إقليم سطات ضمن المنطقة الأولى التي عرفت تخفيفا للحجر الصحي مع الإبقاء على حالة الطوارئ، نتيجة خلوّ الإقليم من المصابين بـ”كوفيد 19″، سارع عدد من رؤساء الجماعات الترابية إلى إصدار قرارات، توصلت هسبريس ببعض النسخ منها، تقضي بإعادة انعقاد الأسواق الأسبوعية الموجودة في النفوذ الترابي للجماعات الترابية لعاصمة الشاوية.

هسبريس قامت بجولة في أروقة السوق الأسبوعي “حد البروج” نواحي سطات، الذي استأنف انعقاده بعد مدة توقف قاربت ثلاثة أشهر… حرفيون يعرضون سلعهم كالعادة، ومواطنون يتبضعون بحذر، وكسابون يحرسون أكباشهم في الرحبة، وعيونهم تشرئبّ للزبائن..

“شوف أخويا الكسابة تمحنوا بسبب الوباء.. ونتمنى أن نعوّض خساراتنا بمناسبة عيد الأضحى”، يقول أحد مربي الماشية الذي صادفته هسبريس في السوق.

الطمأنينة تعود إلى “الكسابين”

حسن صادق، وهو أحد الكسابين العارضين لسلعتهم في سوق “حد البروج”، قال، في تصريح لهسبريس، إن الفلاحين والكسابين ومربّي الدواجن قد تضرروا كثيرا، بسبب الركود الاقتصادي وتوقف عملية ترويج السلع، نتيجة انتشار “فيروس كورونا” من جهة، وكذلك تأثير الجفاف الذي تعرفه المنطقة من جهة ثانية.

وأوضح صادق أن إعادة فتح الأسواق بعثت الأمل والطمأنينة في نفوس الفلاحين والكسابين ومربي الدواجن ومختلف الحرفيين والتجار، على الرغم من عدم توافد الزبائن بعدد كبير في اليوم الأول، بسبب التريث والتخوف من التوجه نحو الأسوق ما دام المواطن يقتني حاجاته الضرورية في مسقط رأسه.

وبخصوص العرض والطلب على مستوى الماشية، قال حسن: “إن العرض يفوق الطلب بكثير، وهو ما أدى إلى رخص ثمن الأكباش”، مستدركا أن “مجرد تفكير الفلاح في إلغاء عيد الأضحى يشكّل “مصيبة” بالنسبة للكسابين الذين يراهنون على هذه المناسبة لاستدراك العجز الحاصل وجبر الأضرار التي لحقت الفلاح”.

سائقو الطاكسيات يعانون

في الجانب الآخر من السوق الأسبوعي “حد البروج”، ركن عدد من سائقي الطاكسيات سياراتهم، في انتظار زبائن قد يأتون أو لا يأتون، إذ بمجرد معرفتهم بهويتنا حتى استرسلوا في رفع معاناتهم بسبب الجائحة في تصريحات عفوية.

مصطفى الخدير، سائق سيارات أجرة نقطة انطلاقها من البروج في اتجاه أولاد بوعلي بني مسكين الشرقية، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن السائقين يعانون من كثرة المصاريف المتمثلة في أقساط التأمينات التي لم تتوقف، وكذا واجبات المأذونية وأقساط قروض تجديد سيارات الأجرة، معبرا عن تخوفه من الزيادات في الأقساط بالرغم من توقف بعض الأقساط الشهرية الخاصة بتجديد السيارات.

وأوضح الخدير أنه ركن سيارته لما يزيد عن ثلاث ساعات، إلى جانب سيارات زملائه في الحرفة، دون الظفر ولو بزبون واحد، فضلا عن تحديد عدد الركاب في ثلاثة مقاعد، مع عدم تجاوز النفوذ الترابي للإقليم، مطالبا بتحديد تعويضات لأصحاب الطاكسيات، وفي غياب استفادتهم من الضمان الاجتماعي، دون الاستفادة من مساعدات “كوفيد 19” رغم توقفهم عن العمل لمدة ثلاثة أشهر.

افتتاح الأسواق خطوة مبشّرة للمتضررين

مصطفى الدحماني، رئيس المجلس الترابي البروج، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن قرار إعادة افتتاح سوق “حد البروج” جاء في سياق الخطة المعلنة من قبل السلطات العمومية، بعد تصنيف إقليم سطات ضمن المنطقة الأولى، للانخراط في الرفع التدريجي للحجر الصحي، وفق البلاغ المشترك بين وزيري الداخلية والصحة.

وأشار الدحماني إلى أن القرار واكبته رزمة من الإجراءات المصاحبة؛ منها القيام بعمليات التشوير لجميع مرافق السوق الأسبوعي ضمانا لتنزيل خطة التباعد الصحي والاجتماعي، فضلا عن إطلاق حملة مكثفة للتطهير والتعقيم لجميع مرافق السوق.

وحول الجانب الأمني والتحسيسي، أوضح مصطفى الدحماني أنه جرى إحداث لجنة اليقظة والأمن المرابطة في السوق، التي تضم كلا من السلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ومصالح الجماعة الترابية للبروج، بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني قصد التوعية والتحسيس للتقيد بكافة التدابير المتعلقة بالرفع التدريجي للحجر الصحي.

وأكّد المسؤول الجماعي أن وتيرة إعادة افتتاح السوق مطمئنة ومبشّرة، خاصة أنها لامست جانبا نفسيا يتعلق بأفق الاستعدادات لمناسبة عيد الأضحى، حيث جرت الإجابة عن مجموعة من التساؤلات المطروحة لدى الكسابين، بخصوص إعادة افتتاح الأسواق باعتبارها إشارة لفتح الآمال في وجه فئة الفلاحين والكسابين وباقي الحرفيين المتضررين بشكل كبير من جائحة “كورونا”.

hespress.com