قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، إن الدعاية الجزائرية العدائية ضد المغرب ومؤسساته ورموزه الوطنية وصلت مستوى غير مسبوق في تاريخ الصراع بين البلدين.
وتابع الخبير ذاته قائلا، ضمن تصريح لهسبريس، إن “هذا الانحدار الأخلاقي من طرف الصحافة الجزائرية لا يمكن تحليله إلا من خلال عنصرين أساسيين”.
أول العنصرين اللذين ذكرهما المحلل يرتبط بما أسماه “بنية العقل العسكري الشمولي للنظام الجزائري المفلس”؛ فيما يهم العنصر الثاني “الأوضاع الداخلية الجزائرية التي وصلت إلى نفق مسدود، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا”.
وقال بلوان إنه “منذ 1963، تاريخ أول أزمة سياسية وعسكرية بين البلدين، لم تصل الدعاية الجزائرية إلى هذا المنزلق اتجاه المؤسسات والرموز الوطنية المغربية؛ فطيلة سنوات الصراع، وعلى الرغم من تداعياته الكارثية، كان رؤساء الجزائر يكنون الاحترام الظاهر والخفي للمؤسسة الملكية في المغرب ومؤسساته الوطنية، مما يفسر حجم الانحباس السياسي والأخلاقي الذي وصل إليه النظام الجزائري الحالي، والذي جعل من شماعة العداوة الدائمة للمغرب مشروعا مجتمعيا لاستمراره وبقائه جاثما في السلطة مهما كلف ذلك الجزائر وشعبها من تبعات ومشاكل اقتصادية وتنموية”.
وأفاد المتحدث بأن “هذا الهجوم الإعلامي والسقوط المدوي للنظام الجزائري وماكينته الإعلامية المهترئة هدفه الأساسي هو حجب الحقائق المرة للأوضاع الداخلية في الجزائر. ومن ثم، يحاول النظام العسكري بشتى الوسائل إطفاء جذوة الحراك الجزائري الذي رفع مطالب واقعية ومشروعة لخصها الشعار المزلزل “اتنحاو كاع”، خصوصا في هذه الفترة التي بدأ النظام العسكري يجدد جلده ويعيد رصّ صفوفه وتموقعه في ظل الصراع الدائر بين أجنحة السلطة”.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه “بعد فشل البروباغندا الإعلامية الجزائرية في إقناع الداخل والخارج بالحرب الوهمية التي تدعي مليشياته الانفصالية خوضها في الصحراء المغربية، انتقل العقل العسكري المتحجر إلى محاولة النيل من الرموز الوطنية بقصد استفزاز المغرب والمغاربة”، متابعا: “فخاب ظنه بعد حملات الاستنكار والاستهجان الذي واجه بها المغاربة وغير المغاربة وحتى من فضلاء الشعب الجزائري هذه السلوكات المشينة التي أظهرت النوايا السيئة للنظام العسكري الذي يمكن أن يحرق كل شيء مقابل بقائه في السلطة”.
وأبرز حسن بلوان قائلا إنه في المحصلة يمكن النظر إلى هذه الحملة الدعائية “المقيتة” من خلال ثلاث زوايا؛ الزاوية الأولى التي تحدث عنها الخبير ترتبط بأنه “مهما حاول العسكر إقناع الشعب الجزائري بالعداوة الأبدية للمغرب تعالت أصوات تطالب بالاهتمام أكثر بالحاجات الأساسية للجزائريين، اقتصاديا وتنمويا. إذن، فتآكل الجبهة الداخلية أفقد النظام العسكري صوابه بشن هذه الحملة الإعلامية الرخيصة”.
ثانية الزوايا، حسب الخبير، تكمن في أنه “منذ سنوات والنظام العسكري يحصد الفشل في قضية الصحراء المغربية وتوالي سقوط القلاع الداعمة له وللجبهة الانفصالية، مقابل اختراقات وانتصارات حققها المغرب باعتراف دول عظمى بحقوقه التاريخية المشروعة في أقاليمه الجنوبية، مما أصاب العسكر بالعمى السياسي والأخلاقي ترجمته الخرجات الإعلامية الأخيرة”.
أما الزاوية الثالثة والأخيرة، فقال عنها المتحدث ذاته: “حاول اللوبي الجزائري في الولايات المتحدة الأمريكية جاهدا ثني الإدارة الجديدة عن القرار الأمريكي الذي أربك نظام العسكر دون جدوى؛ فالهجمة الإعلامية والشطحات الدعائية الأخيرة محاولة يائسة لإثارة إدارة بايدن بوجود نزاع وصراع مسلح يمكن أن يؤثر في منطقة غرب المتوسط، وذلك بجميع الوسائل ولو باستعمال هذه الحرب الإعلامية المشينة”.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “ما يفيد في هذه الهجمة الشرسة هو تعامل المغرب الهادئ وعدم الانجرار إلى ردود الأفعال؛ فالرد المغربي يكون في الميدان وعلى أرض الواقع، بمواصلة التحرك الرصين في قضية الصحراء المغربية وتحقيق الإنجازات التنموية في المغرب ككل والأقاليم الجنوبية بصفة خاصة؛ في حين سيحصد النظام الجزائري الريح بهذه الممارسات الاستفزازية التي لا تخدم الشعب الجزائري أولا وأخيرا”.