مع حلول كل موسم دراسي، تطفو على سطح إقليم الحوز أزمة انعدام النقل المدرسي بقرى عديدة تنتشر بجبال الأطلس الكبير؛ ما ينعكس سلبا على تمدرس التلميذات والتلاميذ، ويدفع الأهالي إلى مطالبة المسؤولين بسرعة إيجاد حلول عاجلة.

وتعرف جماعات كثيرة بإقليم الحوز، مع كل موسم دراسي، احتجاج العشرات من التلاميذ، كما وقع أخيرا بجماعة أيت فاسكا وجماعة لالة تكركوست، للمطالبة بتوفير النقل المدرسي ووضع حد لمعاناتهم من جحيم التنقل إلى المؤسسات التعليمية ولتفاقم ظاهرة الهدر المدرسي بالمنطقة، لاسيما في أوساط الفتيات.

عمر حسباني، رئيس جمعية النقل المدرسي بأغواطيم، أوضح أن خطوطا عديدة يشكو سكانها من غياب مركبات لنقل التلميذات والتلاميذ من مداشر جبيلة كـ”كلي واتغال أوراكن” و”تدرارة”، تبعد عن المدارس بحوالي 8 كيلومترات، إلى جانب خط طريق تحناوت مراكش السهلي.

وأضاف حسباني، في تصريح صحافي لهسبريس، أن هذا الخصاص دفع التلاميذ وأولياءهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية مصحوبة بمسيرات نحو عمالة الإقليم، موردا: “كاتبنا عمالة الإقليم ورئيس جماعة أغواطيم، بخصوص الحيف الذي ميز طريقة توزيع المركبات” وللمساهمة من جهتنا كجمعية، حصلنا على حافلة من فرنسا، في سياق الشراكات التي تجمعنا مع جمعيات مدينة؛ لكن هذه المركبة غير مناسبة للجبال، ونتفاوض الآن مع جماعة تمصلوحت ذات التضاريس السهلية، لمقايضتها بمركبات صغيرة تناسب المسالك الجبلية، للتقليل من الهدر المدرسي وضمان استمرار الفتيات في تمدرسهن”.

وبجماعة أوريكة، أكد الفاعل الجمعوي أحمد الفقير أن معاناة ما يفوق 80 تلميذا تتجدد مع كل موسم دراسي، حيث تنتشر أعداد كبيرة من الذين لم يسعفهم الأمر للالتحاق بالمركبة الوحيدة الموجودة، ينتظرون من يقلهم من المارة من أصحاب السيارات والدراجات النارية، ليلتحقوا بالمدرسة متأخرين. ومنهم من يحضر في وقفت باكر إلى قارعة الطريق الرئيسية، ليقضي ساعات طويلة بانتظار من يقلهم الى المدرسة، بسبب الخصاص الكبير في مركبات النقل المدرسي؛ فكل 10 دواوير أو أكثر، تخصص لهم سيارة تحمل فوق طاقتها في أغلب الأحيان ما يعرض الفتيات للتحرش.

وقال عبد العزيز أيت عدي، رئيس جماعة أوريكة، إن عدد حافلات النقل المدرسي المتوفر بالجماعة لا يمكنه أن يواكب عدد التلاميذ، فأربع حافلات واحدة منها معطلة، مضيفا: “نقدم هذه الخدمة بدون مقابل رغم تنصيص اتفاقية الشراكة مع المجلس الاقليمي، على مساهمة المستفيدين بحوالي 50 درهما و100 درهم للفرد”.

وفي حديث مع هسبريس، قال أيت عدي إن مسؤولية النقل المدرسي من مهام المجلس الاقليمي، والمجالس الجماعية وجدت نفسها مرغمة على تطبيق اتفاقية شراكة مع المجلس الإقليمي كان هندسها العامل السابق لإقليم الحوز عمر التويمي.

ولوضع حل جذري لهذه المعضلة، كلف المجلس الإقليمي لجنة مؤقتة يرأسها النائب الثالث محمد بوسالم، الذي أشار إلى أن هذه الهيئة قامت بدراسة علمية لمشاكل هذا القطاع، من خلال جمع معطيات 36 جماعة، كما استقرأت التجارب الناجحة بالإقليم والأقاليم المجاورة كشيشاوة والسراغنة، وانتهت إلى وضع رسم مبياني يوضح الخصاص والحلول الممكنة.

وبعد الاستماع لرؤساء الجماعات المعنية بمشاكل النقل المدرسي، واقتراحاتهم، خلصت هذه الدراسة إلى ضرورة بلورة طريقة موحدة تأخذ بعين الاعتبار الأسطول المتوفر، وانخراط جميع المتدخلين، واستحضار الطبيعة الجبلية للإقليم، والبعد الاجتماعي لهذه الخدمة، يقول محمد بوسالم لهسبريس.

وبخصوص التوصيات التي صادق عليها المجلس الإقليمي بهذا الخصوص، لخصها بوسالم في أهمية إسناد تدبير المرفق إلى الجمعيات المحلية، وضرورة إنجاز اتفاقية إطار مع جميع المتدخلين، من وزارة التجهيز إلى التعليم مرورا بالجماعة والمجلس الإقليمي، واتفاقيات موضوعية خاصة بكل جماعة على حدة، ومن أجل ذلك كلفت اللجنة المؤقتة بتنزيل ذلك، لوضع حل جذري لهذه المعضلة، بتعبيره.

hespress.com